십삼 13

311 33 103
                                    

-

يمدد يونجون ذراعيه بتعب بعدما انتهى أخيراً من إجراء آخر تعديل على المقاطع الجديدة والتي رغم بساطتها تمكن من تحويلها إلى فيلم قصير يشمل رسالة دافئة ومنعشة في آن واحد.

بمجرد أن ضغط زر الإرسال قام بإغلاق حاسوبه ليخلع سماعاته من على أذنيه بشيء من الفخر بذاته، صحيح أن الوقت متأخر للغاية لكنه مع ذلك انتهى من عمله في وقت قياسيّ وقبل موعد التسليم والذي يكون في صباح اليوم التالي، أو اليوم الذي قد بدأ بالفعل.

نداء سوبين له الآن خاصةً وأنه أخبره بأنه لن يتحدث معه على الإطلاق إلى أن يقوم بالانتهاء من مشروعه وتسليمه كان أمراً غريباً إلى حد ما.

صحيح أن فكرة أنه اشتاق له في هذه الفترة القصيرة لم تكن افتراضًا مستبعدًا بالكامل، هو أمر قد يفعله سوبين بكل تأكيد لكن هذه المرة لم يكن الأمر كذلك..

نهض من مكانه تاركاً غرفته ليتجه إلى الصالة حيث يقبع الآخر عند الباب وفي يده شيء مألوف ليونجون، هي الكاميرا الخاصة به وبضع أفلام معها.

هذه الأشياء له، هو لا يمكنه أن يتوه عنها.

"من أين أحضرتَ هذه؟"

ألقى بنظرة إلى الفراغ خارج الشقة قبل أن تعود عينَيه إلى ما بين يديه "أحدهم قام بطرق الباب وتركهم هناك، حين خرجتُ كان بالفعل داخل المصعد في طريقه للأسفل، لم أتمكن من رؤيته حتى."

لم يبقَ يونجون كثيراً فسرعان ما طوت أقدامه الطريق لأقرب نافذة على الشارع يرى من خلالها من قد يخرج من شقته الآن، انتظر لبعض الوقت لكن لا أحد مر أمامه ليفقد الأمل في رؤيته ويعود أدراجه لسوبين الذي يفكر فيما دار في عقل يونجون للتو.

مَن كان ذلك؟ إن كان قد سرق هذه الأغراض، فلمَ يعيدها الآن؟ وإن كان قد أخذها عن طريق الخطأ، فلمَ لم يعدها سوى الآن قبل الموعد النهائي للتسليم بساعات قليلة؟ ولمَ هرب إن لم يكن قد سرقها؟

كثير من الأسئلة لكن أجوبتها كانت معدومة والآن ما دار بعقل يونجون أمر مختلف تماماً.

"إذًا.. طالما كاميرتي قد عادت، لمَ لا تقوم بإرجاع الكاميرا الجديدة للمكان الذي اشتريتها منه؟"

انعقد حاجبا سوبين وقد رمى بأسئلته عرض الحائط هو الآخر وهو يغلق الباب "عمَّ تتحدث؟ هذه هدية مني لك."

تنهد يونجون بإرهاق بفعل سهره على مشروعه وهو يلقي إليه اقتراحًا يُرضي الطرفين "إذًا، أعد هذه واشترِ لي واحدة أخرى بثمن أقل، ما رأيك في هذا؟"

سَدِيم | يُـ بِـحيث تعيش القصص. اكتشف الآن