جيون جونغكوك/الأمير الملعون

part 4

سار داخل الغابة وسلك ذلك الطريق المظلم وكل مايشغل تفكيره هل ستكون له فرصة مع تلك الفتاة.

لقد مضى يوم فقط على معرفتها ولكن هذه الفترة القصيرة جعلت حياته رأساً على عقب.

عيناها الفاتنة جعلت قلبه ينبض من جديد، جعلت الأحاسيس تسترد شعورها.

كان يعيش بجسد بلا روح، يخشى أن يعلم بأمره أحد وعن لعنته عندها سيحرقوه ظناً بأنه وحش حقيقي.

وبينما يمشي على حافة الجبل الذي يقود إلى مغارة الساحرة تعثرت قدمه بصخرة جعلته يتدحرج بالوادي حتى وصل القاع وضرب رأسه بإحدى الصخور المتناثرة هناك فسبب له فقدان الوعي.

*****

أصوات غريبة تخترق مسمعه وصراخ صبية يتهاوشون فيما بينهم، فتح عينيه بصعوبة والرؤيا كانت شبه معدومة.

يمسكون بأيديهم أسلحة مسننة يحاوطون عنقه بها وأعينهم ترتعش خوفاً.

نظر ليديه ليراها مليئة بالشعر وعندها أدرك لماذا هؤلاء المزارعون يخشونه، لقد أربطوه على جدع شجرة ووجهوا أسلحتهم نحوه خشية من هذا الكائن الغريب ويتساءلون فيما بينهم هل هذا مسخ أم مجرد ذئب عادي بسبب مضهره الغريب، وبعدما فتح عيناه الحمراويتين زاد خوفهم وأقتربوا بأسلحتهم أكثر حول عنقه جعله يصرخ ألماً.

لقد حل الصباح أثناء غيبوبته وجسده تحول للمسخ ومن سوء حظه لقد عثر عليه المزارعون وأخدوه رهينة بين أيديهم ليصرخ أحدهم بقرف وهو يؤشر عليه بسلاحه:

"دعونا نقتله أنه ليس بذئب عادي"

هز جونغكوك برأسه نافياً وهو يناظر الرجل ليؤكد الرجل بسبابته على وجه جونغكوك مردفاً بكل جدية:

"لقد فهم كلامي، أنه وحش أقتلوه"

ليبدأ المزارعون بنحره بأسلحتهم الخاصة للزراعة مما سبب بجسده جروح بليغة.

لم يرد أذيتهم ولكن بعد أن أعلنوا عن قتله وبدأوا يطعنوه بدون رحمة، شد الحبل بكل قوته وقطعه ورمى الرجال القريبين منه وبطحهم أرضاً وهو يصرخ ألماً بصوته المخيف ليهرب باقي الرجال الذين كانوا بعيدين عنه وتوجهوا نحو القرية وهم يصرخون بأعلى أصواتهم:

"يوجد مسخ بالغابة"

أحتارت أقدامه إلى أين ستتوجه فإذا ذهب للغابة سيلحقونه وإذ ذهب للقصر سوف يقتحمونه لا محال فأنهم منذ القدم مشككين بشأن القصر ولهذا السبب لم يعش حياته بشكل طبيعي.

أضطر أن يعيش بخرابة كي يحمي نفسه لا أكثر.

أشتدت آلآمه والدماء قد سرت بجميع أنحاء جسده ليقرر بعدها التوجه إلى الساحرة والغوص بتلك الغابة الكبيرة بما أنهم لم يأتوا بعد.