جيون جونغكوك/الأمير الملعون

part 9

وصل إلى أعلى الجبل ووقف أمام المغارة يناظر داخلها بعينيه المتعبة وكل همه أن يحقق أمنيته التي كان يحتفظ بها منذ زمن.

ولج لداخلها وبدأ يترجل مناظراً أطرافه، لقد كانت شبه مهجورة وحين وصل لمنتصفها أوقف خطواته بعض الطيور الجارحة وهي تحلق نحوه.

وضع يده على رأسه مفزوعاً ومقلتيه تتبعت الطيور وهي تغادر ليصدح صوت إمرأة من خلفه:

"كنت أنتظر مجيئك إيها الأمير لماذا تأخرت كل هذا الوقت"

ألتفت لناحية الصوت ليراها واقفة أمامه تتكئ على عكازها، لقد مضى وقت طويل بالفعل، وهي تقطن المغارة منذ أبتداء التطور الذي غزا العالم وبات الناس لا يؤمنون بالسحر كما كانو وقد أثر ذلك على طاقة السحرة بشكل سلبي لذلك أبتعدوا عن المدينة لممارسة طقوسهم بعيداً عن طاقة البشر.

نبس بكل ثقة:

"لم أكن أنوي المجيء ولكن حصل شيئاً ما وأريد منك المساعدة"

خطت البسمة على ثغرها مردفة:

"أعلم جيداً لما أتيت"..ثم أخرجت من إحدى يداها التي تغطيها قلنسوتها ترياقاً ومدته ناحيته:

"هذا مطلبك إيها الأمير ولكن ليكن بعلمك بأن كل شيء لهُ ثمن بهذه الحياة"

أخذه من يدها وبدأ يتفحصه بعينيه التي تتوق لشربه وسأل بفضول:

"وماهو الثمن التي تريدينه مني"

"حياتك الأبدية"..قالتها ليدحرج عينيه ناحيتها مذهولاً من طلبها الغريب ليردف عاقداً حاجبيه مما سمعه:

"وهل حياتي الأبدية ستجعل اللعنة تختفي للأبد"

نفت برأسها مصرحة:

"اللعنة لها شروط كي تختفي وأنت تعلم جيداً هذا الأمر"

"إذا لما علي أعطائك حياتي الأبدية"..قالها بغضب.

توسعت عيناها وأقتربت منه ووضعت يدها على كتفه مردفة:

"إذ كنت تريد العيش كاسائر البشر عليك أن تمنح حياتك الأبدية وإن لم يعجبك الأمر فغادر كما أتيت"

"ولكن"..لتقاطعه بنبرة غاضبة وعيناها قد تغيرت للون الأبيض:

"إيها الأمير لا تجادل في مطلبك فعندها مفعول الترياق سوف ينخفض"

رفع يده أمام عيناه يناظر تلك الزجاجة الصغيرة حائراً مما عليه فعله، فهو لا ينوي الموت قبل قتل زوجة أبيه التي لعنته ويخشى بشدة أن يفقد شبابه قبل إلقاء حتفها.

قاطع شروده بالزجاجة قولها الجدي:

"لا تخف لن ينقص من قواك شيء، فقط سوف يتبدل موعد تحولك لا أكثر"