٤- والحقيقةُ هنا (صفحةٌ مني)

98 14 10
                                    


٢٠٢٢/١١/٥

"كم من مرةٍ تسائلتَ عن وجودك؟ عنك؟
ألمسَت أناملك طيفُ الوعيِ وسألتْه من أنا؟ اأُجيبتُ؟؛

نحن لسنا كما نظنُّ، كلٌ منا لديه نفسه، ولكن لم يُدرك مقصدها بعد، ولن يُدكرها إلا عندما يصبح حقيقيّ، أعني من وجهة نظري أن كلٌ منّا الآن كذبة، أجل كذبة،

الحقيقة أننا سنكبر وننضج أكثر، سنحبّ ونخشى، سنبكي ليالٍ تُضاهي ليالي أفراحُنا، وما نحنُ به الآن ليس سوى كذبةٌ مبتكرة إختلقها عقلُنا الباطن، وحقيقةً أن من يتعجّل لنهايته،
موهومٌ بفكرة لا وجوديّة، أكان يوماً الفناء والعدم مصدراً للحرية؟

كما أننا سنموت كثيراً، ولكنّ نسبة إنسيال دماؤنا ضئيلة،
ستجفّ بثغائرنا كلماتٌ كثيرة عُقِدَت ألسنتنا عن الفصح عنها.

ولأنني ادرك كم أن كل شيءٍ قابل للتغيُّر، لا أريد أن تتغيّر لمعةُ عيناك لي، لا أريد ابداً ان أرى بعيناك بصيصًا من الضنكِ، يكفيك أنا يا أملي وما فيني -من تعاسةٍ-."

وكان ذلك ما يُراود ذهني وانا أكتب لك، أصلاً لما أكتب؟
"لا أعلم ولكن تُميتني الرغبة في إقتلاع الكلمات مني وسردها يإحكامٍ، أن اُريك -مستقبلاً- كم أنني أحبذتُ الكتابة بفضلك، وأنك جعلتني إحدى نجوم السماء، لفرط ما أحسُّ من بهجةٍ؛

أتذكُر أول لقاءٍ؟ عندما قلت لي 'تُعجبني عيناك؟' ايضاً أتذكُر عندما أشتريت لي كتاباً عن الموسيقي؟ من أين علمت ان الموسيقى تروقُ لي؟

مُجسدات الكواكب والمجرّات بغرفتي، تلمع بديجُور الغرفة، انا أراك بينهم،

وأرى عيناكَ، وآهٍ من عيناكَ."

هو يُرشدني، يحمل بكفوفه أملي، ما هذا الشعور يا ربّاه؟
أن ينفجر قلبُك صخباً عندما تسمع صوت أحدهم؟
وأن تنام وكلك أملٌ ان تلقاه غداً ولو صدفةً؟،

أن تبكي إن لم يسأل عنك، أن تشعر بالغربة والوَحشة وانت علي بعدٍ منه؟، أن تحب أعيُن أحدهم لدرجة البكاء والعَويل،
وأخيراً، أن يغرّد فؤادك لمجرد ندائِه لمسماك؟.

أشعر بالحياة، وكأن كل شيءٍ لُوّن مجدداً، أحتسي الشاي بكوبٍ من الزجاج فاخر النوع، لم أعتد الأشياء الفاخرة والمُبهرة، ولكن هذا كوبي المفضل، أحتسي رشفةً رشفةً وبعد كل تارةٍ يأتيني إلهامٌ جديد لأكتب عنك اكثر أقلبُ صفحةً وإثنتين، أستمع لموسيقاك، أضحك كثيراً، أجل اضحك كثيراً، أتخيِّلك الآن تضحك وتبادل أحدهم الأحاديث وتتقوّس عيناك وترتفع وجنتاك للأعلي وكأن ما لليوم غدّ.

أضحك كثيراً وانا أتخيّل انك دعوتني لمشاهدة غروب الشمسِ بليلةٍ شديدة البرودة، أتخيّلك تنظر لنجمةٍ ما وتناظرني بعدها، أن تحاول التحديد أيُّهما أجمل؟ وأتخيّلك تحادثني عن أمك او أباك، وانا فقط سأضحك، سأبتسم كثيراً.

سأظلُّ مبتهجاً، لأجلك.

ميموريا: ت.چحيث تعيش القصص. اكتشف الآن