٥- ما التالي؟

80 9 6
                                    

"أي زقاقٍ حقيرٍ آواك؟ فـ لست بحيٍ تُرزق أو ميت، ولا صوتك يُسمع في لحن الكمان، وكأنّ جزءًا منك بصق بوجهك وهجركَ، وبسمتُك زائفة تُمحى مع إنقضاء الشفق، ولمّما تلوّى الظلام إفتقرتَ الكمال، وبعينيك شيئًا هفوتُ له منذ أن إختلق القمر لي حكاية، كـ آفاقٍ سوداءٍ تحت جفناك تُحدث شفتاي "إقتلعيني، ما باليدِّ حيلة"، لأطبق شفتاي وأستزيد من الهموم والرذيلة، وأنتَشي بالقرب ليتحطّم شيئًا بُنيَ بداخلي، وأدعو ان تمسِك بي قبل أن أسقط.. انا وهو.
ولكن شيئًا ما بالزقاق حطّم يُسراك فـ ما رأيك أن تمسكني باليُمنى؟ بين يُمناك او يُسراك، لا يهم.. فـ بالحالتين ما من مستحيلا.."

أغلقت القلم ذو الحبر الأسود فورما سمعت لرنين الهاتف، أخذته ودلفت الى المطبخ اتكأ على الرُخام..

أشعر بنحرِ قلبي في صدري..

"أجل إنني كذلك، لما تسأل؟"
قُلت باستغرابٍ بسيط ف لتوّه سألني اذا كنت بمتفرغٍ الليلة أم لا..

"إمم.. حسنًا عند التاسعة"

أغلق الخط.

لقد دعاني لإحتساء مشروبٍ ساخن الليلة، وما أنا بمعترضٍ ف لقد أنهيت الكتابة لليومِ ولا أملك خططًا تُذكر ولو كان لدي لمحوتهم جميعًا.

أشعر بالجنون مؤخرًا .

حلّت الثامنة والنصف وها أنا أتضرّع جرعةً من الخوف كالعادة، أشك للحظة وأمسك بالهاتف لأُلغي ذلك الموعد أو ايًا كان ومن ثمّا أتردد وأعود لإرتداء ملابسي..

يداي ترتجف ولكنني حاولت التحكّم بها وطمأنت الطفل الصغير بداخلي، أن كل شيءٍ سيسير على ما يُرام

إنتهيت ببساطة لأنظر لشخصي بالمرآة، لأرى شخصًا يرتدي بنطالًا أسود فضفاض ومعطفٌ كستنائيُ اللون أسفله قطعة سوداء كذلك، يرتدي نعلاً غامق ومُريح، ليرش عطره ويدلف للخارج، حيث الشتاء.

سِرت بمهلٍ فلقد إنتهيت باكرًا كعادتي، تارةٌ ألوح للهِرر بالطريق وتارةٌ أخرى أنظر أعلاي لعل وعسى النجوم تودّ إخباري سرًا الليلة، فإنني سأقابل إحداهنّ الآن.

توقفت عند المقهى الذي أخبرني بإسمه، أخرجت هاتفي الذي سبق ودسستُه بجيب المعطف بعد إختيار قائمة الأغاني الملائمة لليوم لأسلي وحدتي، أخذت أتنقل بين الأغاني لأشعر بشيءٍ يتحرك بين قدماي لأنظر للأسفل بذعرٍ بسيط لأجد هرًا أبيضٌ ذو عينان خضراوتان واسعتان ينظر للأعلي -لي-، إنخفضت بقامتي لألاعب رأسه وأسفل ذقنه وأبتسم لإستجابته للمساتي

لأخاطبه بدون وعي

"لما لا يفهمني البشر؟ أعليَّ أن أقتني هرٌّ؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ميموريا: ت.چحيث تعيش القصص. اكتشف الآن