الفصل الأول: المدللة..

1.4K 88 215
                                    

مسودةُ الكاتب أو.. –الدرجُ-

هل سبقَ وأن سمعتَ عنه من قبلِ؟

الحقيقةُ أن كلَ كاتبٍ –أو حتى هاوٍ للكتابةِ- يمتلكُ دفترًا غريبَ الشكلِ والمحتوى، وأقولها صدقًا –وليس من باب المزاحِ- إن لم تحترسْ ستتوه في محتواه كالإبرة في كومة قشٍ..

كلماتٌ متفرقةٌ.. أسماء شخصياتٍ، حكايا متقاطعةٌ وغريبةٌ.

حتى أن بعضَ الكلمات تبدو أشبه بالطلاسمِ في تعقيدها..

والكثير الكثير من الحكايا التي.. لم تكتمل بعد.

من الممتعِ حقًا أن تتعرفَ إلى خبايا حكايتكَ المفضلة، كيفَ بدأها الكاتبُ وكم مرةً عدلها، الأمرُ أشبه بجولةٍ داخل كواليس تصوير عملٍ ما..

هنا.. وفي الصفحات والأسطرِ القادمةِ سأصحبكم في جولةٍ داخل مسودةِ كاتبة –إن جاز إطلاق هذا اللقبِ عليها-، حديثة السنِ..

صغيرةٌ محبةٌ للحياة، نشيطة، مرحة.. ومناضلةٌ في وجه الصعاب..

هذا المرحُ قد بدا واضحًا في ما تخطه يمناها، و.. في لون دفترها.

الدرجُ العلوي لمكتبٍ يبدو قديمًا بعض الشيء، وأسفل تلكَ الأوراقِ التي تحوي صيغًا كيميائيةً للأدويةِ والنباتات المختلفة، أوراق امتحانات قديمةٍ..

دفترٌ بلون السماء.

أجل لون السماء ولكن ليس ذاك اللون الذي نعرفه، تلكَ السماء الأخرى الداكنة في منتصفِ الليلِ.

يمكننا أن نطبق مقولة –الكتابُ واضحٌ من عنوانه-

الصفحةُ الأولى..

لا شيءَ أكثر من مجرد خربشاتٍ عديمة الفائدةِ، فقط ملحوظةٌ صغيرةٌ في نهايتها.. 

"لا تنسي الفرقَ بين الفصلة العاديةِ والمنقوطة"

حسنًا والآنَ، أجل! هذه تفاصيلُ حكايةٍ كتبتها حينَ كانت في الإعداديةِ، انفرجت شفتاها قليلًا لتظهر تلكَ الحفرُ الثلاثُ.. على وجنتيها وأسفلَ ذقنها، ثمَ راحت تقلبُ الصفحاتِ بعشوائيةٍ أكبرَ.

توقفت مجددًا أمام إحدى الصفحاتِ، التاريخُ منذ عامين تقريبًا.. وهذه الصفحةُ تخلدُ ذكرى قصتها الأشهرِ على الإطلاقِ، تحتَ عنوانِ "المدللةِ"

الوحيدةُ التي رأت وجه النهارِ، وحظت بالفرصةِ لتصبح عملًا ورقيًا، و...

تنهدت قليلًا فيما عبست ملامحها وهي تستدير نحو ذاكَ الركنِ المظلم في أرضية الحجرةِ، وتحديدًا كومةُ الكتبِ الموضوعةِ بإهمالٍ..

"الوحيدةُ التي تكاد تكون قد سجلت أسوأ نسبةِ مبيعاتٍ "

-لا بأسَ.  أخذت نفسًا عميقًا تطردُ من خلاله الطاقةَ السلبيةَ ثم تابعت تقليبَ الصفحاتِ.

للحكاية بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن