" هل سبق وأن لجأت إلى حلٍ غيرِ منطقيٍّ لمشكلةٍ ما؟
هل حدثَ يومًا أن قمت باختيارٍ ارتجاليٍّ، دون أن تجد له تبريرًا؟فقط.. من أجل أحدهم !
حسنًا مهما كان الجواب هنا يمكنُ الجزم أنه لا اختيارَ يضاهي هذا الوضع غرابةً..
غيرُ مدروسِ العواقبِ، وبكل المقاييسِ لا يبدو حلًا في الأصلِ..
ربما.. هو القدر فقط
وربما.. من أجله فقط ! "الصفحةُ التاسعة من الدفتر العجيب، الفقرة الأولى.
................................................ما يخيل لها الآنَ هو أن صوت أنفاسها البطيئةِ التي تغادرُ رئتيها بصعوبةٍ مسموعٌ لأولئكَ الجالسين حولها.
ساقاه اللتانِ تتحركان بشكلٍ متكررٍ ضاعفتا ارتباكها أكثر، وبشكلٍ ما تمكنت من مغالبةِ صمتها لتهمس له بنبرةٍ مهتزةٍ: يكفي، وترتني.
-يجبُ أن تتوتري في الأصلِ؛ ألا ترين ما يحدثُ هنا؟ ألا تدركينَ السخافة التي نفعلها؟
وبالرغمِ من كونِ نبرته حادةً إلى درجةٍ ما إلا أنها لم تصل لأحدٍ سواها، بنظراتٍ ثابتةٍ.. وصوتٍ أكثر ثباتًا أجابته: من أجلِ من نفعلُ هذه السخافة؟
-ها قد بدأنا..
أخذ نفسًا عميقًا ليتحدث بعدها -بعصبيةٍ واضحةٍ - فيما ينهض من موضع جلوسه بجوارها: لم أطلب منكِ أن تفعلي شيئًا من أجلي..
والآن يمكن القول بأن خلافهما الجانبي صار على مرأى ومسمعٍ من جميع الموجودين معهما..
في جعبتها الكثير مما يمكنها قوله، ولكنها آثرت الصمتَ.. ربما لأنها تدركُ في قرارة نفسها أنها لا يفكرُ بشكلٍ صحيحٍ الآنَ..
ها هو وائل يسحبه من ذراعه خارجينِ من الغرفةِ ثم.. صوتُ انغلاق الباب خلفهما، لتتنهد هي بتعبٍ حقيقيٍّ دافنةً وجهها بين كفيها الباردتين.
أما في الخارجِ، ناوله وائل زجاجةً من الماء البارد وهو يقول: اهدأ يا كريم التوترُ لن يفيد بشيءٍ.
تردد لحظةً قبل أن يتابع: وهي خائفةٌ، الاختيارت كلها أصعب من بعضها..
إما شهادةٌ كاذبةٌ أو.. مستقبلها.ثانيتان من الصمت -لم يتخللهما سوى صوت صفير الرياح عبر فراغٍ بسيطٍ في النافذة-
ليكمل وائل بعدها: مهما أنكرنا فأنتما تورطتما في هذه المشكلة معًا ونحن الآن نسعى لإنقاذكما.. معًا !-معًا.. ابتسم كريم بسخافةٍ فيما كلمة صديقه تتكرر داخل رأسه، ابتسامته خلقت الفرصة أمام وائل ليحاول سحب الوضع إلى جانبٍ كوميدي عابثٍ لا يليق بالموقف حين قال: انظر إلى ما تفعله بدلًا من أن تستغل الموقف أيها الجاهل، يا عديم المشاعر..
-مستقبلي المهني على المحكِ وانظر ماذا تقول أنتَ.. ضربه كريم على ذراعه مازحًا، ليجيبه صديقه بنبرته الساخرة المعتادة: هذا بفرضِ أن لكَ مستقبلًا مهنيًا في الأصلِ..
أنت تقرأ
للحكاية بقية
عاطفيةجميلةٌ أنتِ كأمنية طفلٍ يطفئ شمع عيد ميلاده في منتصف الليل، ومظلمةٌ أنتِ كظلمة المكان لحظة انطفاء الشموع..