في فرنسا في شقة فاخرة في أرقى المناطق هناك نجد تلك الفتاة تجلس حزينة
إنها سيلا عندما ننظر إليها لا يمكن أن يقف لساننا عن قول سبحان الله من جمالها وجه دائري أبيض و شعر أسود طويل يتجاوز خصرها و عيون لا تعرف هل بلون البحر أم بلون السماء؟ ذات خدود وردية و شفاه مثل حبة الفراولة الطازجة.
نراها تجلس على كرسي مقابل النافذة تنظر على الناس الذين يسيرون بالشوارع و تبكي في صمت تبكي على فراق سندها و حاميها الأول و الأخير أبيها الذي توفي منذ 6 أشهر فهي تعيش هنا منذ كانت بالثالثة من عمرها فقد غادرت مع أبيها من الصعيد إلى القاهرة ثم إلى فرنسا بعد وفاة والدتها فأبيها لم يستطع العيش في مكان كانت فيه زوجته.
و الآن عليها أن تعود و لكن ليس إلى القاهرة و لكن إلى مسقط رأسها الصعيد بعد ما عانته في خلال العام الماضية منذ وفاة والدها مع زوجها حازم الذي كان يعمل في شركة والدها و يمثل الطيبة حتى صدقه والدها و أتمنه على ابنته أولا ثم شركته ثانيا و لكن بعد وفاة أبيها ظهر على حقيقته من إهانة و ضرب حتى أنه صرح لها بعلاقاته النسائية المتعددة مما جعلها تلجأ إلى أهلها في الصعيد لتحتمي بيهم و الذي لم تتذكر منهم أحد سوا عمها الذي كان يتحدث عنه أبيها كثيرا و عن مدى طيبته و حنانه و لكنها تعلم أنه توفى منذ عامين عندما عاد والدها إلى الصعيد ليكون بجوار ابن أخيه.
عندما حدثت ابن عمها وقف إلى جوارها و ساعدها على الطلاق منه عندما تأكد أن زوجها ليس أهل للأمانة التي تركها عمه و لكن شرطه الوحيد هو عودتها مرة أخرى إلى مسقط رأسها محافظة الأقصر.
نسمع صوت هاتفها يرن
سيلا : الو أيوة حاضر هجهز الشنطة الطيارة كمان 3 ساعات مع السلامة
ياااا رب أنا مش عارفة أعمل إيه يا رب خليك معايا اقوم أجهز الشنطة
فلاش بالك
سيلا: إنتى عايزاني أكلم أهلي في الصعيد و أقولهم هاي أنا عايزة أطلق إنتي أتجننتي و هحجز لك في السرايا الصفرا
روتيلا : ههههههه يا حبيبتي أفهميني بس أنتي ملكيش غيرهم و هما أهلك و بعدين شوية هدوء و مسكنة هيقفوا في صفك و اللي أعرفوا أن الصعايدة رجالة جدعة مش بيسبوا حد محتاجهم مبالك واحدة ست
سيلا : مش عارفة يا روتي أنا لو سافرت مش هعرف أرجع شغلي و لا أرجع هنا تاني و أنا حياتي كلها هنا أنتي نفسك هنا
روتيلا : نحل مشكلة مشكلة نخلصك من الحيوان ده و بعدين نشوف الشركة و الشغل
سيلا : هكلمهم أدعي لي أنتي بس ربنا معايا
روتيلا: ربنا معاكي
باااك
- الحمد لله جهزت الشنطة روتيلا أتأخرت أوي مش عارفة ليه مع اني متفقة معاها هتوصلني على المطار مش عارفة لما ارجع مصر مش هشوفها ازاي