الدعاء الأخير

18 3 2
                                    


يالغرابة الأمر! انا متأكد بان الشمس قد غربت اذا ماهذا الشعاع من النور الذي استمر ظاهرا من بين البيوت المتواضعه وكانها لاتزال تطل و لم تزل بعد؟ كان هادئ كان الشمس قد قررت ان تعود لترتفع وتشرق مجددا لكن ضوئها فجأه اضطرب واشتعل واصبح يتراقص من اطراف متفرقه! شيئا فشيئا بدأ يعلو وتتلوه اصوات صرخات السكان اهالي القرية الفلاحين يستنجدون ويصرخون:"حريييق حريييق..." لكنهم مجرد فلاحين جهلاء ضعاف يستنجدوا بمن؟ ببعضهم؟
لم يلبثو حتى بدأ الصراخ يختلط مع اصوات صهيل الاحصنه وصوت ضرب حوافرها بالارض كأنها تقرع طبولا لجلب الموت؛ كل هذا الأمر لم يأخذ أكثر من دقيقه لتنتشر الفوضى ويكتسح المكان رجال بمشاعل وسيوف على أحصنه يحصدون رأس كل شخص يرونه في طريقهم ولا يتركون منزلا واحدا او حتى حصيرة ليشعلوا فيها ويجبرون الذين يختبئون بالخروج؛

كانت هناك سيدة تحاول تخبئة ابنها الصغير في معطفها المهترئ الذي لايقيها فكيف بصغيرها وعينه تختلس النظر في فتحاته التي اكلها بق الملابس وكأنها نوافذ صغيره تطل على حلم غريب لم يرى مثله من قبل! وتركض بكل قوة لديها نحو سور القرية في امل ان تجد مخرجا تنفذ منه او تحشر طفلها فيه لكن الشيء الوحيد الذي وصل للسور هو رأسها المتدحرج ....

وقع جسدها الثقيل على الارض فوق الفتى الصغير الذي لايعلم ماذا حصل لوالدته! حاول هشها ومساعدتها على الوقوف لكن لحسن حظه لم يكد يرى مالخطب الذي اصابها حتى فقد رأسه هو الاخر! تحت صدر امه مات مدفونا بدفئ دمها

تلك الليله لم ينجوا أحد منا! لم يأت لانقاذنا أي أحد؛ كل مافعلته هو ان اشهد على كل شيء بعجز، ولم يتسنى لي أن ادعو دعوتي الأخيره أن ينتقم الله لنا فقد عجز لساني عن التحرك، وعجزت دموعي عن الصراخ، آمل ان يستجيب الله للدعوه في قلبي، ان يستجيب لنيتي، ينتقم لدمائنا الضعيفه

آمين ❝

كرسيداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن