كتف الأمير السكير

17 1 1
                                    


حانه مكتضه متواضعه فيها نصف سقف يغطي كلا من المشرب والمطبخ وأيضا مخزن الساقي السري المخبأ بالخلف، ورأس أحمر يطوف بين الطاولات والكراسي يملئ الاكواب.... .

على طاولة اسفل السقف قريبة من المشرب ليحرص زبائنها ان يصلهم الشراب والطعام بسرعه، كان يجلس عليها رجل احتكر كافة كاريزما المكان فكل مره يضحك مازحا او يلقي كلمه جادا تتفتح له الاذان وتتوجه له العيون؛
كيف ولا وهو أندرياس الفارس النبيل الذي يعتبر كتفا لأمير المملكة التي يسكنون ويأكلون من خيراتها؛ وهو حتى لم يحتج لشهرة منصبه، فقبل ان يعتليه كانت سمعته النبيله والبغيضة وقوته وجماله وفحولته وذكائة وفطنته محط للغيرة والحسد والاحترام مجتمعين؛

ومظهره كان يبدو كدب اسود عملاق بملابسة المطرزة الجلديه اللامعه والباهضه، وبين كتفيه العريضين ينسدل شعره الاسود الذي يجمعه كذيل حصان ناعم، ويزين عضام وجنتيه خصل كثيفه تتسلسل بمثاليه وجمال كل مره يحاول ارجاعها للخلف؛ لديه ابتسامه عريضة تبدو كابتسامه ثعلب تشق فكيه البارزين وانف حاد كأنف صقر يستهدف فيه شؤون الآخرين كما استهدف شأن سايروس المسكين الذي كان مجرد فتى اسطبل يحاول تنظيف الخيول بالليل ليقلل على نفسه اعمال الصباح، قام انفه بجر هذا الفتى المتوحد الذي حاله في حال نفسه لمجرد انه رآه في طريقة، واجلسه بجانبه بالحانه....
الان هذه الطاولة اصبحت تجمع اكبر شخصيتين متضادتين؛ ربما كان اندرياس سكيرا قبل ان يدخل الحانه؟ هذا مايخبر سايروس نفسه واندرياس يتبادل اطراف الحديث الجهير مع صديقة الذي لايقله ضخامه عبر الطاوله وهم يشربون من الكؤوس الخشبية خمر سيء لايسكر قردا فكيف بغوريلا ودب عملاقين، حتى ان الاكواب الخشبية كانت تسرب من الشراب اكثر مما تحفظ...
اتكئ سايروس على كرسيه يفكر بخطه للتسلل والهرب فكل مايجول برأسه الان هو استغلال وقته هذه الليله لينهي العمل قبل أن يوقظه سيد الاسطبل غدا صباحا قبل شروق الديك وصياح الشمس، ثم يتضاهر انه يعمل فيروح ليختبئ في قطعة قماش جهزها في القش ويكمل نومه بدون مقاطعه؛

قال الفارس اندرياس موجها الحديث والانتباه لسايروس المتواضع والمنطوي الذي يحاول تقليص كتلته الجسديه قدر المستطاع:" لما لا تشرب ياسايروس انا لم أراك تشرب ابدا منذ هقق *قاطعته حازوقه* ههههههه ثم بدأ يضحك بهستيرية مع صديقة الغوريلا الذي يجلس امامه رجل يشاببهه بالشكل سوى ان شعره الاسود اشعث ولديه لحية كثيفه تلتهم الكوب قبل ان يصل الى فمه، تحدث بصوت عميق وكان اللحيه تمتد الى داخل حلقه وقال بين ضحكات اندرياس المثيرة للازعاج:"لاتهتم لهذا الاحمق سأقوم بإلهائة حتى تستطيع الذهاب".
رد اندرياس وهو يجمع سايروس تحت ابطه:"ككككك كككلا! لن يفعل!! اليوم مناسبة سعيده وهذا اللعين محظوظ، رأيته في طريقي فتلقيت خبرا سعيدا! ثم مججدا امس !! لقد تلقيت خبرا سس سعيدا، سأبقيه معي الى الأبد".
اختنق سايروس من رائحته فأفلت منه وهو يزدري:"ليتني احصل على بعض الحظ الذي تتحدث عنه"
لم يأخذ منه ثواني حتى ندم على ماقاله عندما رد عليه اندرياس:"انظر انت كذالك! هاذه هييي اوركيد *ثم بدأ ينادي باعلى صوته جاعلا من الجميع يلتفت* أؤوووركييد تعالي سايروس هنا!!!"
حاول سايروس الاختباء خلف هذا الجبل ذو الفم الكبير وقام بإرتداء القلونسوه التي تتدلى على ظهره لعلها تحدث فرقا وتبتلعه لعالم او مكان اخر غير هنا

كرسيداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن