اتفقا على المقابلة في مقهى قريب من العمل، وذات يوم قابل يوهان زميله السيد جوو خارج العمل، ذلك الزميل اقترح عليه أن يجلسا في مَقْهَى قريب ليتحدثا.
بعد أن وُضعت المشروبات أمامهم، ابتدأ جوو المحادثة يسأل:
كيف هي أحوالك يا يوهان؟أجابه يوهان: في أحسن الأحوال، صحتي في أفضل حال.
جوو: أنا لا أقصد صحتك، بل أقصد أحوالك المادية؟
شعر يوهان بالإهانة لم يكن جوو على مقربة كافية حتى يبادره بهذا السؤال الفضولي، فأجاب يوهان بضيق : جوو، اعلم انك صديق وزميل عمل! ولكن هذا السؤال يبدو وقحا بعض الشيء!
جوو بضحكة مصطنعة محرجة : يوهان لا تكون هكذا، إنه سؤال بريء حقا، لقد سمعت أنك بحاجة لبعض الأموال لسداد ديون والدك من القمار والمراهنات.
مهما كانت قرابتك من يوهان، فمن المستحيل عليك تجاوز حدودك، ومستحيل عليه تمرير حديث يمس عزة نفسه وكرامته، كلام جوو لحد كبير كان يتجاوز كل مبادئ يوهان واعتباراته الشخصية.
رد يوهان بغضب وهو ينهض: حقا جوو؟ هذه وقاحة خالصة، لا أظن أنني سعيد بهذه المقابلة ولا بهذا النوع من الحديث لذا أعذرني سأرحل.
نهض جوو خلفه وأمسك كتفه يوقفه وقال بصوت يبدو عليه الاحتيال: يا رجل اهدأ قليلا!! أقسم أنني لا أعني أي سوء، فقط هناك فرصة عمل ممتازة، ولا أحد يلائمها أكثر منك.
أجاب يوهان بتشكك: وإذا كانت فرصة ممتازة لما تمررها لي؟ لما لا تحظى بها أنت؟
رد جوو بأسلوب متلعثم : يا إلهي يا يوهان، كم أنت رجل حذر!!
صاح يوهان بنفاد صبر: سأذهب.
أمسكه جوو من ذراعه وقال بنبرة صوت راجية: يوهان عليك أن تجلس أقسم لك لا أنوي أي شر أبدا، ولم أقصد أبدا التقليل من شأنك، فقط، اجلس واستمع لي لدقائق قليلة فقط.
جلس يوهان بتوجس ينظر للرجل أمامه وقال: هيا أخبرني لِمَ لم تأخذ هذه الفرصة لنفسك؟
أجابه جوو يرفع كتفيه باستسلام: هذا لأن صاحب العمل طلب خدماتك أنت بالذات وليس أحد آخر.
رفع يوهان حاجبيه بتشكك وسأله: أنا بالذات؟ لما؟ ومن هو صاحب العمل ذاك؟
رد جوو يزفر براحة : نعم أنت بالذات ووجواب لما؟ لا أعلم هو من طلب مقابلتك بالذات، أما من هو فاستعد للمفاجأة.
أنهى كلماته بحركة مسرحية درامية جعلت من يوهان يكاد ينفجر من نفاد صبره.
يوهان بصوت أقرب للصراخ منه للحديث: انتهى من هذا أيها المغفل وإلا سأخرج من هنا.
رفع جوو كفاه مواجهة لوجه يوهان الغاضب يقول: حسنا، حسنا، سأخبرك بكل شيء، أتعرف السيد إيم جوناس؟
يوهان: أي ايم جوناس هذا؟ ثم لمعت الأفكار تتوالى من ذاكرته وقال: ايم جوناس صاحب ايم للمقاولات؟
جوو: هو بعينه، وهو بعينه من طلبك بالاسم.
يوهان: ولما سيطلبني؟ هو رجل أعزب منذ وفاة زوجته وطفله منذ ما يقارب الخمس سنوات الآن كانت حادثة معروفة في وقتها الأم وطفلها سقطت سيارتهم في المحيط على ما أذكر، لا أظنه لديه أطفال لأعمل معهم!!
جوو: أعلم هذا، ولكنه رجل خيّر، توفي صديق أو أخ له لا أعلم التفاصيل بالضبط، وهو من كان يعتني بأطفاله من بعده، لا أعلم عنهم شيء بالتحديد ولكن هذا من الإشاعات فقط، لذا أظنه طلبك لأجلهم.
يوهان: حقا؟يعتني بأطفال ليسوا له، هذا بالفعل عمل نبيل، إذا كان الأمر كذلك بالطبع أحب المساعدة فيه بأي طريقة أقدر عليها.
جوو: حسنا إذا اتفقنا سأحدد معه، موعد للمقابلة قريبا.
كان يوهان الذي تَيتّم باكرا وربّى نفسه بنفسه يشعر بالألفة والرأفة تجاه الأيتام على وجه الخصوص، كان يرى فيهم نفسه الماضية الصغيرة الضائعة، أراد ألا تتكرر مأساة طفولته، تلك الطفولة التي شبّت وشابت قبل الأوان.
أنت تقرأ
رون جي ROWN G
Fantasía©️جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة لكاتبتها: إيمان قنديل هل الرؤى قدرة ؟ هل هي نعمة ام نقمة عليه ؟ ستعرف كل هذا هنا والآن السلام عليك يا قارئ الرواية 《رواية غامض اينيجما》 من حقك الان أيها القارئ و يا داعمي الأول أن تعرف من هو الغامض ولمن هي ال...