- متأكدة إن دا مش حرام!
- هو نيتك تضريه؟ إحنا محتاجين منه خدمة وبس.
- لأ مش هضره، بس هو عارف إني مش بطيقه ولا هو بيطقني كمان.
- ما هو علشان مش بيطيقك ولا بتطقيه، لازم تخليه يعمل ده من غير ما ياخد باله.
- خلاص، لما يجي هقوله، قصدي هتصرف كويس يعني.
دا تكريم لأكتر موظف ملتزم، ودا بالتصويت للأسف، والحيوان ده مش هيديني صوته وهيخلي زمايله كلهم يعملوا كده.
وأنا بقى بصراحة كده عاوزة اللقب والتكريم والفلوس وشهادة التقدير ومش عاوزة DVD لأ.
وقفت أول ما شوفته، يا ربنا دا سماجة الدنيا فيه، عاوزة أديله كف على وشه كده أخليه يفقد الذاكرة، ابتسمت، بس ما أعرفتش أقول إيه، يا ريتني ما وقفت والله، طبعًا هو رفع حاجبه وقرب من باب مكتبي أنا وأسماء وهو مستغرب، أسماء قالت بسرعة - أصل حنان كانت عاوزة تشكر حضرتك علشان ساعدتها في الاجتماع امبارح.
أنا وهو بصينا ليها باستغراب، ساعدني إيه؟ دا أحرجني قدام زمايلي، هو تقريبًا مشكلته إني بنت وأنا وهو في مكان واحد، حتى في التصفيات مافيش غيري أنا وهو، وهو لازم ينسحب.
قولت - هي قصدها إني استفدت من تعليق حضرتك يعني.
قرب أكتر وهو بيشاور على نفسه - حضرتي!
- ربنا يبارك لنا في حضرتك يا أستاذ أحمد.
- وأستاذ أحمد كمان؟
- هو ممكن أبقى آجي أسألك عن اللي مش عارفاه؟
حرك كتفه وهو بيبتسم وبيخرج - والله لو كنت فاضي ماشي.
يا أخي يا رب تناكتك دي تموت.
بصيتلها بعصبية - شايفة بيرد إزاي؟ علشان تعرفي إن الأشكال دي عاوزة حد يضربها على دماغها.
- مالناش دعوة بيه، إحنا نخليه ينسحب وبس.
- أعملها إزاي دي؟ أشتريله فطار يا رب يطفحه؟
- لأ خدي الورق ده وروحي اسأليه عن اللي فيه، وقوليله قد إيه بنستفاد منك والشغل ده.
- أسماء هو عارف إني بكذب، من امتى وبقوله حضرتك، ومن امتى ببتسم له أصلًا.
- أكل العيش مر معلش.
مش عارفة ليه مش بيطقني، بس الحقيقة إني كمان مش بطيق أسمع اسمه، لكن أنا عندي أسبابي، بيكون قاصد يقلل مني، لمجرد إني بنت وبس، لدرجة إنه قال مرة أنا مستحيل أتجوز ست بتشتغل لمجرد الشغل وبس، يا سلام يا ولا؟ وإحنا بقى هنموت علشان تتجوز مننا يعني؟
خبطت على الباب ودخلت لما سمعت صوته.
مش عارفة إيه إحساس إني أضربه على وشه ده، عندي رغبة كبيرة أوي بجد، بحس إن وشه بيقولي تعالي اضربيني.
- في حاجة؟
- هه؟
- مالك واقفة كده ليه؟
قربت وسيبت الملف قدامه - هو الحقيقة مش فاهمة إيه المطلوب هنا، فهسيبهم ولما يكون عند حضرتك وقت تناديلي وتفهمني.
- اقعدي يا حنان.
اقعدي يا حنان، ننننننني، هتعمل فيها عاقل وكبير بقى؟ ما تقرب كده هاخد قلم واحد علشان قلبي يرتاح بالله عليك.
فتحها وبدأ يتكلم، وأنا ماكنتش مركزة أصلًا لإني فاهمة اللي فيها.
- تشربي إيه؟ أي حاجة غير القهوة صح؟
- لا ولا أي حاجة، مش ه ..
سكت شوية وبعدين قولتله - أي عصير.
