تحت قرص الشمس الذهبي، يسيرُ في المدينة هائمًا على وجهة، والجوع يكاد يفتك بمعدته، لا يعلم ماذا يفعل، ليس معه سوى فلسًا واحدًا، بالإضافة إلى ذلك ألم ضرسه الذي بلغ من الألم أرزله، لا يعلم ما يصنع فإن أنفق ذاك الفلس على طبيب الأسنان فسيظل جائعًا، وإن أنفقه على الطعام سيدوم ذاك الألم الذي بأسنانه للأبد، وبينما هو يسير توقف برهة أمام بائع فطائر، فاتحًا فمه ويسيل اللعاب منها لشدة جوعه، ورائحة الفطائر الطازجة تداعب أنفه، وأثناء وقوفه، إذ بأربعة رجال من أثرياء المدينة قادمون وعندما رأوه أخذو يسخرون منه، فقال أحدهم بازدراء: كم فطيرة يمكنك إلتهامها مرةً واحدة، فأخذ يُفكر ثم قال: ألف فطيرة، فسخرو منه جميعًا، فرد عليهم بسرعة: أتراهنوني؟ قال أحدهم وعلى أي شيء ستراهننا فقال: إن خسرت الرهان فيمكنكم خلع ذاك الضرس، ثم أشار إلى ضرسه الذي يؤلمه، لم يفكروا ووافقوا على الرهان، وأحضرو له الفطائر فأخذ يأكل ويأكل حتى امتلأت معدته وقال، حسنًا لقد خسرت الرهان يمكنكم خلع ضرسي، فذهبوا به إلى طبيب الأسنان وقامو بخلعه، وعندما انتهى، سخرو منه الأربعة رجال ونعتوه بالغبي فرد عليهم ضاحكًا: أنتم الأغبياء لقد كنتُ أتضور جوعًا وضرسي يؤلمني ولم يكن معي المال وعندما سخرتم مني، سخرت منكم.