14

885 52 42
                                    

فتحت عيني بتعب ، ناظرت السقف وسرحت فيه... روحي ماعادت تبي إلا الخروج من هذا الجسد الضعيف! روحي ماعادت تقدر تستحمل أكثر من كذا! عشت بهذا العذاب أكثر من خمس سنوات وماعدت أقدر أصبر!
صبرت لين طقعت

كنت أسمع من العم مُعتز أن الصبر مفتاح الفرج ، الصبر هو القوة... بس طل! حتى ثواب الصبر ما أبيه! مابي إلا الراحة
الراحة من البشر ومن سوايا البشر

حلقي جاف و يعورني من الصراخ! بلعت ريقي بألم ، أنتبهت لسليمان اللي دخل الغرفة وهو يتنهد بضيق ويمسح على وجهه بـ هم وغبنه ، ماله داعي أسأله لأني أعرف الإجابة ، كلهم هنا! كلهم هنا من بعد ماسمعوا صراخي وأظن بأني ما بسلم منهم اليوم!

ملامحي هادئة على غير العادة ، نظرتي للسقف ما تغيرت ، أنفاسي للآن مسموعة ومضطربة وكأني أجاهد لأجل يوصل الأكسجين لرئتي ، حسيت فيه يقرب مني:
"أنت بخير غيث؟ أحسن من قبل؟"

غمضت عيني بهدوء وفتحتها ، شفت الراحة على وجهه لأن فهم من حركتي بأني أفضل من قبل ولكن ليحين مافيني طاقة أني أومئ أو أتكلم! جلس جنبي وهو يمسح على شعري ويمسح العرق من جبيني:
"الحارث ورعد ونايف ونواف كلهم هنا ومصرين يشوفونك ، حاولت اطردهم بس ماقدرت وهددوني بأنهم بيتصلون على الشرطة بتهمة العنف"

ابتسمت بهدوء وأنا أسمع كلمته الاخيرة... عنف؟ ومن من؟ سليمان! هذا حتى النملة مايقدر يقتلها! شفت الأشياء اللي ماسكها سليمان ، عقدت حواجبي باستغراب وناظرته منتظر منه تفسير:
"غيث لازم نخفي جروحك ونحط العدسات ، قلت لهم ينتظرون عشر دقايق وأظن أنه وقت كافي!"

وبالفعل بدون لا ينتظر ردي بدأ يغطي جروحي بالمنتجات اللي استخدمها في العادة و بعد ما انتهى حط العدسات بعيني ، استغرق بعض من الوقت على مايحط العدسات لأنه حمار مايعرف وأنا مافيني حيل أسوي أي شي!

أبتعد سليمان وهو يناظر برضى عن فعايله بوجهي ، خرج من الغرفة وبصراخ:
"تعالوا يا قليلين الأدب"

وخلال ثواني دخلوا كلهم دفعة وحدة وكل واحد نظراته تشرحه اللي بداخله ، اغلبهم كان معصب قبل لا يدخل وخصوصًا الحارث ونايف ولكن لما شافوني بهذا الوضع تحولت العصبية إلى شفقة... وأنا أكره الشفقة!

لذا جاهدت نفسي عشان أجلس وساعدني سليمان ، شفت نظرات مو معهوده منهم كلهم! نظرات مختلفة عن نظراتهم العادية والطبيعة ، نظراتهم نغزت قلبي وخلتني أبين لهم القوه ولو ماني بقوي! أبين لهم الشدة ولو أني حالة رخى ووهن! أخذت نفس عميق راسم ابتسامة كاذبة بجهد وبصوت مبحوح:
"كلها فترة وأرجع غيث اللي تعرفونه وماكان له داعي جيتكم ولكن شكرًا"

الآبق (بالعامية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن