71

449 37 37
                                    

مر يومين
يومين على الفوضى اللي صارت والمعلومات اللي كانت على وشك تجيب لي جلطة!
وخلال هاليومين كنت غارق في دوامة الأفكار السوداء وما كان ينتشلني من هذه الأفكار سوى آصف! فكان ما يتركني ولا لحظة ولابُد من طرحه للأسئلة الغبية لأجل يكسر الصمت الطويل بيننا .. فبدال ما أفكر باللي حصل أصبحت أفكر بأسئلته الغبية وأدور لها أجابات منطقية! والأَمرَّ من كل هذا
علاقتي بفهاد صارت أسوأ بكثير!
كانت علاقتي بفهاد سيئة من طرفه بسبب اللي حصل لغسان خويه
والآن أصبحت علاقتنا أسوأ ومن طرفي بسبب موضوع حفيده أيان!

وخلال هاليومين كان صعب علي أحط عيني بعيون فهاد! ماني مصدق الهبل اللي صار! ولكن حتى مع أعتقادي الجازم أني من المستحيل أكون أيان ولد طلال إلا أن في شي وقف عائق بعلاقتي مع فهاد ، وبعد اللي صار بذاك اليوم ولحظة معرفة فهاد بكل هذه الصدمات تعرض فهاد لإنهيار عصبي! وأخيرًا قدرت أفهم ليه كان فهاد هادئ لدرجة مرعبه بعد معرفته بأن حفيده المتوفي عايش وحفيدته ماتت وعنده ولد عمره ٢٨ .. كان كاتم كل هذا الحزن بداخله وسرعان ما دفع ثمن الكتمان! لكن ما بقى في المستشفى كثير ، كلها حوالي خمس ساعات ورجع للسجن على الرغم من إصرار رجال الشرطة على بقاءه في المستشفى ولكنه فّضل السجن على المستشفى! ومن بعد هذه الحادثة بديت أتجنب فهاد بشكل كبير ، كل ما حاول يقرب مني خطوة أبتعد عنه ألف خطوة وخطوة لا إراديًا! مادري هو خجل ولا نفور؟

وفي وسط هذه الفوضى والأفكار اللي داهمت بالي انتشلني وللمرة المليون آصف اللي نطق بنبرة تحمل سعادة عظيم وفرحة لا توصل:
"غيث قريب بتخرج من السجن ، بشتاق لك"
"وأنا بعد بشتاق لك"

توسعت عيون آصف بصدمة من مبادرتي الغير متوقعة ولكن سرعان ما رسم ابتسامة واسعة على شفتيه وشقت السعادة طريقها على وجهه وحضني بقوة خلتني أختنق! آصف ما يستحق  كل هذا الجفى مني! آصف ما استغفلني .. ذنب آصف الوحيد إنه قرر حماية توأمه رغم معرفته بأن توأمه مُخطئ! ابتسمت بهدوء وأنا أسمع حكي آصف ويشاركنا الكلب باهر وأكتفيت بالاستماع لهم وأنا ألعب بأكلي عن طريق الملعقة ، ولكن ابتسامتي أختفت وبشكل تدريجي لما وقف قدامي عبدالرحمن ونطق بكل وقاحة:
"وش سويت بخويي؟ ليه وضعكم غريب ومشبوه؟"
"ما المشبوه غيرك!"

قالها آصف بحدة وهو يدافع عني ، تنهدت وتجاهلته كُليًا ، ضحكت بخفة وأنا أشوف باهر المشفوحه يأكل بطريقة غريبة ومضحكة وماهو مبالي للي جالس يصير حوالينه .. قدوتي في الحياة همه الأكل وبس! لفت إنتباهي الباب اللي أنفتح وأصدر صوت عالي ، أحدت نظراتي وتحولت تعابير وجهي من الهدوء إلى الغضب والحقد لما شفت المسجون الجديد! ومن غيره؟ سهيل الكلب! قدرت أعرفه لأن عُدي أرسل لي صورته أمس و أستلمت الصورة من عبدالوهاب ، ناظرت المكان من حولي بحثًا عن فهاد وفعلًا لقيته جالس بوحدة من الزوايا ويهوجس بضيق ، ألتفت على عبدالرحمن وقلت له بحدة وجدية:
"ناد لي خويك وخله يلحقني الحمام"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 05 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الآبق (بالعامية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن