20

741 38 48
                                    

جالس على المقعد الامامي للسيارة ، ساند نفسه على النافذة وهو يتأملها وسرحان متجاهل حديث أخوه بحماس وهو يسوق ومتجاهل برودة هوا المكيف وإزعاج الأغاني! تنهد مرات كثيرة وحول عينه اجتمعت الهالات موضحة بأنه ما غفى له جفن طول الليل... يهوجس ويفكر بخوف وقلق من الحقيقة المُرّ اللي اكتشفها بالصدفة!

~قبل يوم~
جلسة عائلية ، وبين الحين والآخر كل مالها تعلو أصوات ضحكاتهم العفوية تحيي جدران البيت! في كل زاوية من زوايا البيت تشكلت في باله ذكرى... ذكرى عتيقة وقديمة ولكن لها أثر كبير لقلبه

ومن بينهم تواجد نايف... نايف اللي ما شهد هالجلسة أبدًا! جلسة آسرت قلبه اللي أشبه بقلب طفل يتفاجئ و يندهش من كل شي ولو كان بسيط! متفاجئ من الحنية،المزح،الابتسامة،العفوية
متفاجئ لأنه تعود طوال السنين العجاف على القسوة،الظلم،الوحدة،العنف...

نايف اللي عهد على نفسه ما يضيع جزء من الثانية في صنع ذكريات حلوة تعوضه عن ملايين الذكريات السيئة... ذكريات تسببها حازم!

ابتسم بهدوء وهو يراقب أدق تفاصيل عائلته! ولكن قُطع الحوار والضحك صوت نبراس الحنون:
"يبه تقدر تجي بكرة تحقق بقضية مهمة؟"

عمّ الصمت ، صمت جهل سببه نايف عكس الباقي اللي استوعبوا مدى جراءة نبراس وفتحه لموضوع أُغلق من فترة طويلة!

اردف يزن بهدوء على غير عادته وخصوصًا بهذا الموضوع الحساس:
"أنت داري يا نبراس بأني تقاعدت ولا لي رجع لذاك المكان وأنت عارف السبب!"

ابتسم نبراس:
"داري يبوي ولكن طلبك اللي انرفض وبسببه تقاعدت تم تلبيته بعد ثلاث سنوات!"

توسعت عيون يزن بصدمة والتزم الصمت المُريب ، ولكن في غضون ثواني عادت الروح لسكان البيت وأتفق الجميع على التأييد بحماس لما اخرج نواف شريط:
"شرايكم نشوف فيديو عرس أبوي وأمي؟"

وبدون لا يطلب رأيهم أتجه للتلفزيون وحط الشريط بمكانه وأشغل الفيديو ، واللي عبارة عن العرس ولكن بقاعة الرجال ، التفت نايف على أبوه يزن ولقى أن البرود اللي كان محاوطه تحول لابتسامة بسيطة تحمل الكثير من المعاني في طياتها! التفت نايف لأخته اللي مدت له كوب شاهي:
"شاهي من يدين أختك مافي مثله! ولو ما عجبك كسرته فوق رأسك"

بلع نايف ريقه من تهديد أخته وشربه بهدوء وهو يبالغ بوصفه بأنه الذ حاجة شربها ومدحه أدخل السعادة لقلب أخته نوف ، وللحظة اختفت الابتسامة من وجه نايف وحل محلها الصدمة والاستغراب وهو يشوف وجه يعرفه عدل ضمن معازيم عرس أبوه! وزادت صدمته لما سأل نواف بفضول عن هذا الشخص واجابت أمهم:
"هذا ولد عمي هزاع ، أخوي اللي ما جابته أمي! ولكنه أختفى بعد زواجي من أبوكم ، خطبني قبل ابوكم ثلاث مرات وكنت أرفض ولأجل ينسى زوجوه بنت خالته وجابت له ولد ولما تقدم لي أبوكم وافقت وماقصر هزاع قام بالواجب ولكن بعدها اختفى مع ولده حـ..."

الآبق (بالعامية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن