١ | عائلة فولتاري.

37.9K 2K 1.7K
                                    

«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»

______________________

"آرون، لا تبتعد عن المسار." صاح الفتى المُقنع يبعد سلاحه ينظار المعني بحديثه، تجاهل آرون صياح الاخر يدس مسدسه خلف ظهرهُ يدفع الباب المُهترئ بقدمه لينتفض الذي في الداخل فزعًا.

عدل قفزات يدهُ يخطو بخطواتٍ بطيئة متمخطرة داخل الغُرفة المُظلمة عدا مِن الأضواء المنبعثة من الاجهزة الالكترونية. ابتسم بجانبية أسفل قناعه الحامي يُطالع الشاب الذي يحاول الاحتماء بمقعده حتى استقر أمامه يفصل المقعد المتحرك لينطق بنبرةٍ قاسية مدسوس بها السخرية. "أأنت الجرذ الذي يحاول قطم اسلاكي؟"

صاح الشاب يتمسك بمقعده أكثر. "مَن أنت؟ مَن أنتم؟"

تجاهله يسحب المقعد ليجلس عليه أمام شاشات الحاسوب، أصابعه تطرق سريعًا فوق لوحة المفاتيح، وعينيه اللامعة تنعكس عليها الأضواء بشكلٍ مُكثف أكثر تجعلهم مِثل ألماسٍ يتلألأ في ظلمة الليل.

أرقامٌ ورموز كثيرة تظهر صوب عينيه بينما صاحب الغرفة يتذمر كي يترك أشياءه. "ما الذي تفعله، ما عملك بأعمالي؟"

"فروست." نبس المدعو آرون باسمٍ وحيد كان كفيل بدخول ثلاث رجال ملثمين ويرتدون ذات الملابس التي لا تظهر بِهم شيء ليقيدوا الشاب يجعلونه يخرس تمامًا.

وضع حافظ الذكرة يسحب جميع الملفات في الأجهزة وبينما يظهر أمامه شريط التحميل الأخضر، وضع قدم فوق الأخرى يلتف بالمقعد ليُطالع الشاب ذو النظرات والشعر المُبعثر.

شابك يديه ويتذمر الشاب أكثر. "اتركوني وشأني، لم أفعل شيء__ أنا فقط اساعد.."

قاطعه بتأتأة فمه غير الراضية يفرق ساقيه وينحني مقترب من مقبع جلوسه. "لا أحُب المراوغة، دعك مِن مُحاولة اختراقك منظومتي، مَن دَفعك لهذا؟"

"أنا لا أعرفك حتى، لا افهم ما الذي تتحدث بشأ.." عارض يحاول تبرءة نفسه بحديثٍ مُلعثم انتهي عندما اشار لرجاله بتضيق خناقه أكثر، استبغ وجهه باللون الأحمر دليلًا على نفاذ الاكسجين في رئتيه عما قريب.

قلب آرون عينيه الزجاجية على انحاء الغُرفة المُبعثرة، والنوافذ المُغلقة تزيد عتمة الغُرفة رغم بزوغ الشمس في الخارج، تأمل كُل شبر مُتجاهلًا اختناق الرجُل أمام قدميه بينما الشاب ينزاع لألتقاط أنفاسه.

رفع الشاب يده باستسلام يناجي آرون كي يعفو عنه والأخير حرك أصابعه بعدم اهتمام ليفك خناقه قليلًا وينبس الشاب بأنفاسه مسلوبة. "فولتاري__"

توت أزرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن