٣ | ذَكرى، وتَضليل.

25.2K 1.8K 1.8K
                                    

«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»

تنبيه لقارئين النسخة القديمة:
يوجد مشهد مضاف في نهاية الفصل.

انجوي..

_____________________


"بيري، لا!"

صاح بلو ولا أعلم ما الذي يحدث، ضوضاء عالية وأشعر بروحي خارج جَسدي، بلو يَصرخ ولا استطيع تَحريك لساني لإجابتهِ.

حَاولتُ فَتح عيناي، لكنني فَشلتُ.

هو قَريب، وهو يُناديني، لكنني لا استطيع رؤيتهُ؛ وكأنني سحبتُ داخل بؤرة سوداء تَلتهمني مِثلما ألتهمني الخَوف مِن عدم الخروج مِنها ومُلقاة عائلتي مُجددًا.

وَميض يضرب عيناي، ويليها نداءٌ أعرفهُ، ومُجددًا يضرب الوَميض عيناي لافتحتهم بإزعاجٌ لعلي أرى ما ااذي يحدث، لكن لِمَ أنا فوق سرير المَشفى!

الجميع يَركض، وبلو يُجاورني، لكنهُ مغمض العينان ويُصعقونهُ بالكهرباء!

ما الذي يحدُث، أردتُ الصُراخ، لكن لم يخرج صوتي.

أردت رؤية والداي، لكن حُجب عنيّ الجَميع بإغلاق باب الغُرفة.

ومُجددًا أسحب لذات البؤرة دون إدراك شيء بعد.

صَوت بُكاءٌ أعرفهُ، وهمسٌ آخر يُطمئن، بينما جَسدي بأكملهُ ينبض بألمٌ، فَتحتُ عيناي مُتضايقة مِن الصوت والشعور الذي يلتحفني، وَوجدتُ بلو ولايت يعانقهُ فوق فراشي،

بينما هم صَغار.

أنه حُلم!

يا ليتهُ لا ينتهى.

نظرا ليّ بأعين لامعة أثر الدموع، وسرعان ما ضحك لايت بعلوٍ فَرح يُنادي والدايّ ويقترب يُعانقني بقوة حتى شَعرتُ بأنفاسي تُسحب.

سَعلتُ بضحكةً وانتشلهُ أبي بعيدًا عنيّ في اللحظة المُناسبة، أما بلو فظل يَرمقني بنظراتهُ المُتأسفة وكأنهُ المُذنب هُنا، وكأن المسافة بيننا تَمتد وأنا فقط لا استطيع رفه يداي للتمسك بهِ.

ظللتُ أرمقهُ بحاجبان معقودان لعلهُ يدرك عتابي، لعلهُ يَقترب ولا يبتعد، لم أشعر بالسعادة لأن أبي يداعب فروة رأسي ويُقبل جبهتي، بل أردت الصراخ بِهم جميعًا غضبًا؛ فَـ لِماذا هذا الفتى بعيدٌ عنيّ؟

"سوف نَذهب الان." نَطق العم راديان يَدخل الغُرفة ومعهُ أمي التي سارعت في الاقتراب تَحتضني بخفة، وتُقبل جَبيني تارة، ويدي تارةً أخرى.

نفى لايت يجهش بالبكاء ويقف أما العم راديان برفض. "لا تأخذهُ، أرجوك!" أخي لا يترجى أحد، ولا فائدة مِن كسرهُ لمبادئهِ حتى، نظرتُ إلى بلو أريدُ تَفسير، لكنهُ طأطأ رأسهُ يتحاشي النظر إليّ وينزل عن فراشي ليقف جوار والدهُ.

توت أزرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن