في إحدى الليالي كان هناك شاب مولع بلعب ألعاب الفيديو وتنزيلات الألعاب الجديدة وممارستها، كان عمره خمسة عشرة عاما، وبكل ليلة كان يمكث للثالثة فجراٍ وما بعدها ولا يدري كيف يمر عليه الوقت دون أن يشعر به، مع العلم أنه بكل صباح يلزمه الاستيقاظ باكراً للذهاب لمدرسته.
لاحظ في الليالي الأخيرة أن هنالك أقدام شخص تقف عند باب غرفته، كان يظن في بداية الأمر أن اهله يرغبون في تخويفه أملا في أن يكف عن السهر المتتالي بكل ليلة، ولكنه عندما كان يسألهم في الصباح عن قدوم أحد أمام باب غرفته ليلا كان الجميع ينفي ذلك الشيء بصدق.
ومرت الليالي والشاب يفعل ما يفعله بكل ليلة، حتى جاءت الليلة التي سمع بها صوت أواني الطهي بالمطبخ وكأنها تتحرك بفعل أحد، في البداية ظن أنها الخادمة، ومن بعدها صارت هنالك أصوات فظن أيضا أن الخادمة تتحدث مع أحد ما، وعندما عليت الأصوات أكثر من المعتاد ظن أنهم لصوص جاءوا لسرقة المنزل، وعندما هم لتبين الأمر واكتشاف أمرهم والقبض عليهم وتقديمهم لرجال الشرطة، كانت الفاجعة!
إذا بصخرة كبيرة للغاية ترفع وتلقى على مكيف الهواء الخاص بغرفته، في هذه اللحظة فقط تيقن الشاب أنه الأمر كله يتعلق بالجن، وألا مهرب ولا ملاذ منه إلا إلى الله، أمسك بهاتفه ويداه ترتجفان وقام بتشغيل القرآن الكريم بصوت مرتفع، ووضع نفسه تحت الغطاء، ولايزال يقرأ مع القارئ حتى غط في نوم عميق.
ومن حينها لم يسهر وحيدا، وعندما كان يسهر ليدرس ويذاكر ما عليه من واجبات.