Chapter ¶ 7

67 7 96
                                    


Fingers of Devil ¶ أناملُ إبليس

.
.
.
.

أقصر لحظةٍ عشتها كانَت حياةٌ بأكملها، ضبابية الطريق، عسيرة الوصول، مجهولة الهدف.

ارتجافُ أنامله الخمسة التي تملكها كفّه اليسرى لم تشغله عن شلل مثيلتها اليمنى، والذي قد شعر بارتعاشها لوهلة.

عيناه تتسع بتحديقٍ مُبهمٍ بها، مسترخيةً على أصابعِ المفاتيح أمامه وكأنها عرفت أن مهمتها - ولأول مرةٍ - قد بائت بالفشل فقتلت نفسها انتحارًا وارتخاءًا.

لولا أنه على يقين أنه كائنٌ فاقدٌ لحواسه لأقسمَ بإحساسٍ أشبه بالغليان يسري بعروق يسراه فيما التجمد أبَى أن يرحل عن يمناه.

وكأن جسده انشقّ لشقّين و من شعوره إلى قسمين.

يصارعُ أمره الغريب بسكينةٍ تخفي هالةً مستعرة، هدوءٌ كاذبٌ غير معتاد، وتعجُّبٌ واضح أبدته ملامحه الحادة.

خيباته السابقة من نفسه بعد كل مقطوعة موتٍ لم تزحزحه عن حاجته الماسة للشعور المفقود داخله..

استمراره نابعٌ من غريزة فطرية، شريعة الغاب مُتمثّلة ببشاعة أفعال البشر.

هذا هو، مرآةٌ صمّاء، لا كائن يمتلك عقيدة يتبعها، ولا مبدأ يحتزي به.

أرخى عقدة حاجبيه ونَفضَ تفكيره البارد بسحبِ يده بخفة، والتي عادت إلى حركتها فجأة فيتأملها أقرب إلى وجهه..

زفرة سخرية باتت مستكينة على زاوية شفتيه المستنكرة والذي بان التشقق على طبقاتها من فرط الجفاف..

إلا أن تكشيرةً مُرَّة من ثغره أخذت تتراءى حالما أمسك صدره فجأة إثر وخزٍ أتاه على عجل ثم اختفى، كبرقٍ ضرب احساسه المعدوم ثم استكان.

عبوسٌ رافق حركة رأسه الذي انحنى نحو صدره حين أدركَ أنه قد كان على شفير اكتشافِ كل شيء .. ولكنه فشل ليُدفَعَ نحو نقطةٍ ضبابية.

عاد إلى تحسس صدره البارد ينخزه بقبضة يده، لَكَمهُ بخفة، ثم أتبعها بأخرى أقوى، وبمراتٍ متتالية أعنف من سابقتها ..

لا إحساس
فشلٌ يتبعه عواقب ستَفني جسده ليلةً كاملة دونما حيلة.

ضحكةٌ بائسة مُدوية انفجرت من حنجرته، مُجلجلة، صدحت بالمكان اهتزّت لها أغصان الأشجار في الغابة، وأفقدت الأشباح لونها الذي لا لون له.

أنهاها بلكم الآلة الموسيقية القابعة أمامه ساخطًا ...
كان حتفه وشيكًا.. شعورٌ واتاه للحظات لم يختبره سابقًا
ولم يتخيل بأن يحدث الأمر على هذا النحو..
كان مربكًا!
بل الأحرى... مُفزعًا.

أنامل إبليس | رواية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن