أنامل إبليس | رواية

chapter ¶ 18

Fingers Of Devil ¶ أنامل إبليس
.
.
.
.
.
.

أوحسبتَ أنك تُحسِنُ صنعًا!!
وأن صبرك هذا سيمحو آثامك التي تجاهَلتَها عمدًا؟!
إيّاك أن تَلُمْ مَن أمسكَ نفسه عنك لسنوات، فحماقتك هي مَن فجّرت غضبه الذي كان قابعّا في سُبات.
فتقبّل الأمر، ولحقده قل لقلبك بأن ينصاع.

الساعة ربما كانت بعد الشروق، وربما قبيل الزوال، الطقس لا يعلن عن نفسه بالشكل المطلوب، كل ماعلماه أنهما خرجا في وضح النهار المشرق لكسر غصن من شجرة، ليجدا نفسيهما عالقان في ساحة المنزل وسط زوبعة من الثلوج المتطايرة.

الأجواء الخارجية حرفيّا قد جُنَّتْ، لا توقعٌ سليم لها، فوضوية وتبث في القلب الرعب، ريح عاصفة وسط شمس حارقة، وندف ثلج وحشية تتساقط بقسوةٍ كالرصاص.

كمسرحيةٍ صُمِّمت زينة عرضها بما يناسب فحوى قصة شيطانية، ضوءٌ عاتم، وبقعةٍ تُعمي الأبصار نورًا.

يتضرعان لشجاعتهما بالزيارة ليتماسكان دون انهيار، وأن يجدا مدخلًا ولو واحدًا إلى هذا المأوى التي سُدّت جميع منافذه في وجهيهما.

"هيڤن، ابقي مكانك، سآتيك أنا، لا تتحركي"

بالكاد تسمعه، وبالكاد ينحني ثغرها بالموافقة. ثباتها مُهتز ، وجسدها يرتعش بخوف، يدها تعانق نفسها بردًا، والأخرى تتكئ بها على عصا قوية اقتلعها ووهيون من شجرة متينة منذ لحظات، والتي كانت سبيلًا كارثيًا في ابتعادهما عن المنزل لأمتار .

لقد استسلمَتْ هيڤن في محاولاتها بالاستغناء عن عكازٍ يعينها، فما كان من ووهيون إلا أن يجاريها في استسلامها، وياليته لم يفعل.

أقدامه تخطو على الأرض بحذر فتغوص في مستنقعِ ثلجٍ مزعج حالما يحركها، مانعةً إياه من الانتقال بشكل مريح.

"هيڤن! هل أنت بخير؟!"

صرخ بنبرة عالية تشوبها القلق، علّها تسمعه على الرغم من أنها على بُعد مترين منه فقط!

مابرحا بعيدًا عن جدران المنزل سوى لمسافة أقدام، ولكنهما يريانها وكأنها على بُعدٍ سحيق.

صعوبة التحرك رفيقة هيڤن دومًا ، فيما ووهيون كان الأقدر على محاربة الثلوج المتراكمة حوله بشكل أيسر.

يستطيع رؤية هيڤن بشكل واضح، ولكن صوته لا يجد سبيلًا إليها بالوصول، وكأنه بحلم مستفِزّ يسحب صوته من حنجرته، فلا تستطيع سماعه سوى أذنيه.

يراها تعافر في الضغط على قدمها السليمة كي تستطيع التوازن، السير وحده وعلى أرضية ملساء ملمّعَة يسبب لها مَشقّة ، فكيف بفراشٍ وثير من الثلج الثقيل يتمسك بساقيها بإحكام ويسحب منها العصا بخطفة.