Chapter ¶ 9

37 4 12
                                    


أنامل إبليس ¶ Fingers Of Devil

.
.
.

ارتداء ثوب الطُهر لن يمحي فكرة أنّ لك عورةً كباقي البشر.
فالطُهرُ للملائكة فقط.

سحبَ يدهُ المُتشبّثة بثوبها الساتر لتلكَ العلامات على طول ساقها دون كشفها.

اهتزاز حدقتيه العشبية قد ارتكزت على ملامح وجه هيڤن الناعمة والمرتابة إثر كلامه المُبَطّن والمبهم لعقلها المُتشتت.

ماكان يهذي به منذ برهة لم تجد له مساحةً مخصصة ضمن استيعابها، بل كل ما يبسط سيطرته على عقلها بهذه اللحظة ما هو إلا محض هراء فقط!!

هذا الفتى يدرك أنه من الصعب إقناع هذه الجاهلة ماكان عليها أن تُصدقه بالأساس..

لعنَة!!

"هيڤن، مبارك لك اللعنة ! "

خرجت الكلمة من حنجرته وكأنها بشارةً للموت،
يقهقه بيأسٍ فيما يستقيم مترنحًا وقدماه تجره نحو المدفأة الحجرية،

القناديل انطفأت دون مُعينٍ لإيقادها من جديد، فصاحبها مكتفي بالنيران المشتعلة ها هنا،
يناظر اللهيب المستعر من الأخشاب المتقدة، وعيناه تلتمع بألوان الأسى المبكر لأوانه.

حاولتْ أن تلتقط أنفاسها علّ تفكيرها يحلُّ أحجية بالكاد تفهم قواعدها أو على الأقل أن تجعل هذا الراوي يسرد نصوصها.

"ووهيون، هل لغموضك هذا أن يغيب ولو لثوانٍ، حُبًّا بالرب؟! تكلم ولا تماطل، نحن لسنا بإحدى الأحاجي السخيفة تلك"

خرجت زفرة استهجان بصعوبة من بين شفتيه المسحوبة جانبًا، فيما تمتم مُكمِلًا سخريته

"ربما ما أقوله مجرد خيال بالنسبة إليك، وربما ترين أن كل كلمة أنطقها محض تخريف على لسان شخص بالكاد علمتي منذ يومين أنه قريب لك، وربما تنعتيني بالمجنون أيضًا، ولكن... "

استدار نحوها مستقيمًا يناظر تلك العينان المشابهة لعينيه والتي تتبعه بقلق...

هي قريبته، تشبهه، جميلة كوسامته، مُلفةٌ للنظر كجاذبيته،.... وملعونةٌ كلعنته.

أسندَ ظهره وراءه بحيثُ لامَس القرميد المحيط بإطار المدفأة ليمنحه ارتخاء دفءٍ أراح ملامحه لبرهة.

تنهد مطولًا ثم أضاف
" هل أنت فتاةٌ ذو أذنٍ تستمع؟! "

أومأت رأسها بخفة ومعها اهتزّ شيئًا من الرعشة داخلها
"ربما"

أنامل إبليس | رواية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن