Chapter ¶ 13

28 4 36
                                    

أنامل إبليس| Fingers Of Devil

13
.
.
.
.
.
يُعمى البصر مع ازدياد الطمع
وتعمى البصيرة مع تفاقم الجشع
فتُصبح الحقيقة مجرد أكذوبة
تُروى على أفواه الكاذبين دون تفاصيل
مجرد عناوين
بأسطر ملوثة بالخداع
مقرونةٌ بمعرفة زائفة
تُدوَّن على جدران العقول التالفة

وحده مَن تآكل قلبه مرارًا، سيعترف بالحقيقة المرّة دون خوف
ذاك الذي قبع قسرًا في ظلام معتم
وحقدٍ قاتم لا تضيئه شمس، ولا يغسله الأمس
ولا يشفيه سوى انتقام

..

قبضَتْ على الغطاء الصوفي الذي دثرها به جيدًا، تشده بإحكام حول جسدها البارد المرتجف

الحرارة المنبعثة من المدفأة الحجرية ذات أخشاب الاشجار المتيبسة لا تكفي لتدفّء هذه الفتاة المسكينة التي تكاد تموت بردًا

"ووهيون أرجوك، لم أعد أستطيع الاحتمال"

يتراكض على درجات سلالم المنزل صعودًا ونزولًا، يحمل لها ما توفر له من ألحفة سميكة، ثم يعود أدراجه لاحضار ملابس أسمك تقيها من هذا الصقيع الذي حل عليها فجأة.

يجهل ما أصابها!
المكان بالنسبة إليه يكاد يحترق سخونةً صادرةً من تلك النيران التي تلتهم الحطب.

الجو وكأنه فرنٌ متّقد لا يُحتمل، حتى جلده يكاد يتفسّخ ويظهر عظمه من فرط الحرارة التي ترتفع رويدًا رويدًا.

إنه يتقّطر عرقًا ويذوب
وكأن جحيمًا صُبّ في شرايينه، فيما شرايين هيڤن قد تجمدت دمائها.

"اصبري، اصبري ، سآتيك بأغطية دافئة إضافة"

دموعها التي بالكاد تتخذ مسلكًا على وجنتيها المزرقّة كانت تتجمع بمقلتيها كبلوراتٍ جليدية

"لا ينفع، لا ينفع، سأموت بردًا "

نطقتها بارتجاف خافت، ونحيبها الهادئ يوحي باليأس

أسرع إليها وباشر بتغطيتها بحيث لم يظهر من جسد هذه المُلتفّة على نفسها سوى جزء صغير تظهر منه عيناها الحزينة.

جلس ملاصقًا لجسدها على الكنبة، وأحاطها بذراعيه التي تغلي

"أنتَ ساخن"
تذمرت بألم

"وأنتِ باردة"
متعجبًا من شعورها المخالف لشعوره

"أنتَ تزيدني ألمًا وبرودة"

"يجب أن يمنحك هذا بعض الدفء، أقسم لا أعرف لم لا ينفع!"

" قلتَ لي أنك تعلم كل شيء، وليس علي أن أسأل، لقد كنتُ مطيعة ووثقتُ بك، والآن تقول لا تعلم؟!"

أنامل إبليس | رواية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن