ملك لي...

3.8K 293 124
                                    

اسمها الناقص حرفا غير معترف به في الابجديه أشعل في جسدها النيران.. فبقيت متصلبة في مكان وقوفها.. محتارة إلى أين تتجه.. فهي وان  كان غضبها مشتعلا متقدا...الا انها  لا زالت تخاف منه..  تهابه.. و تخجل.. و شعرت الان أن الهدوء قد عم المكان.. وقد توقفت ام اسعد اضافة الى عمتها التي كانت تتوكأ على عصاها يراقبن الوضع بفضول .. فالتفت ببطء شديد نحوه مرة اخرى كانت قظ توقفت  مكانها على درجات السلم الاخيرة .. تعلوه قليلا .. و يقف أمامها .. بقميص أبيض ناصع البياض ملتصقا بجذعه الضخم الذي تشعره ازداد ضخامة عن ذي قبل.. و بنطال اسود انيق ..كان يبدو خاطفا للأنفاس .. و كاتما لانفاسها هي.. مبهرا.. و قد عاد الحنين يجرفها و يأخذها إليه..كأنها عادت تلك المراهقة الغره التي تدور حوله تتحدى الطوفان... و كان يوسف يتأملها بهدوء دون اطراف...يرى انها لم  ترفع أنظارها إليه.. تتحاشى اللقاء بجهد كبير خوفا  أن تخونها عينيها..فتطلق دمعة او نظرة عتاب.. فما مرت به معه مؤذيا جدا.. لقد صفعها  بقسوة الخذلان..

و اقترب  يوسف منها بعد لحظات التأمل  مادا كفه اليها  ولا يعلم حقا لما بسطها لها ..الا ان كفه  بقيت معلقة ..نظرت اليها قمراء  محتاره لا تفهم ما يريد حقا .. ثم رفعت انظارا حائرة إليه لوهلة فتراه ينظر إليها بحزم .. تأمرها نظراته الداكنة الرمادية أن تتمسك بيده..تخبرها انه يعطيها الامان و يطالبها بالثقة..  فيأمرها عقلها بالتجاهل و عدم الانصياع لرغبته الغريبة... ثم ما لبثت ان تجاوزت بنظراتها الى عمتها التي وقفت خلفه تقريبا..و لم تتردد عندها بالنزول  متجاوزة وقوفه الثابت حيث  عمتها و تلتف خلفها برشاقة خلفها... تخبأ نفسها كطفلة صغيرة لا تود لقاء الغرباء ..كان تصرفا غريبا منها لم يتقبله يوسف  ابدا..الا انه تفهم رفضها و رغبتها.. و لم يتردد وهو يلتفت اليها بعقدة حاجب ارتسمت بوضوح ....و تقدم بعدها بهدوء الى المجلس الكبير متجاهلا تلك الواقفة و هو يقول بصوت رائق هاديء..

-حجية اصلي رحم الله والديج

-اي ابني  تفضل فرشوا سجادتك بالمجلس روح وليدي  براحتك بين ما نكمل سفرة العشى.. قالتها العمه بسرعة  علها تخفف من حدة  التوتر المحسوس المنتشر حولهم .. و يدها تقرص بخفة خصر قمراء .. مؤنبه لتصدر قمراء صوتا  مرتعشا  واضح... فيعقد يوسف  حاجبيه بشدة وهو يمر من جانبهم ينظر الى الاسفل يكتم حدة مزاجه..غزال شارد رقيق...هكذا رأها بعد كل تلك الاعوام المنصرمة..و ما ان غادرهن حتى التفتت العمة نحو قمراء قائلة بعتاب خافت 

-ادري شبيج جنج شايفه جني.. لو ما نازله احسن..فشلتينا گدام الولد . فترد قمراء بخفوت معتذر واهن

-يوم  شمدريني والله ما فكرت اشوفه بوجهي..فز گلبي  و رجع كلشي ببالي...فتصمت العمة تتأمل وجه قمراء المتعب وقد توردت وجنتيها و ذبلت عينيها..فيرأف قلبها بها و تقول هامسة بتنبيه

-يجوز اصيحلج تدخلين يوم .. عود شلعي گلبي.. فتسرع قمراء تضع طفها الناعم على زند عمتها هامسة برجاء 

حَيثُ كُنّاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن