حق ..

3.5K 292 73
                                    

و مرت وجبة العشاء سريعة.. لم تشعر بها قمراء لكثرة الاحاديث الجانبية التي كانت تنصت اليها تارة و تشارك فيها تارة اخرى...وكانت العروس قد زفت منذ وقت  و بقيت قمراء بجانب خالتها والدة سروة...تتابع الاحاديث باسمة حتى الجريئة منها والتي كانت تحتوي كالعادة على بعض الغمز الذي لم تفهمه في البداية حتى تولت شقيقة سروة الشقية الحديث الهامس بمزاح ثقيل لم تعتده قمراء منها

- اريد افتهم شلون ما حاجيه وياه ولا شايفته عدل..  هذا رجلج يعني المفروض تعرفي ..اهتمي بي لا تصيرين فاهيه..الي مثله يريد اهتمام و دلال و انتو هسه ماباقي شي لزواجكم اكيد يعني شوية شوية رفعي الحاجز قمراء.. ثم اقتربت من قمراء تسرها بقولا ما هزت قمراء له رأسها رفضا فتدخلت الشقيقة الكبرى ناهرة مهددة بأنها ستبلغ والدتهن حتى تكف عن النصائح المبكرة التي كانت تغدق بها على قمراء التي انصتت باهتمام..كأنه عالما اخر دخلت اليه توا..فربما هو هذا ما كان ينقصها حتى تكسب وده و رضاه!

و تجهزت  بعد حين كي تغادر مع الجميع تحاول الاحتفاظ بزينة وجهها الرقيقة و تلم عبائتها حول جسدها الفتي حتى وصلت عند الباب وقد الزدحمت بعض النسوة من اجل التهنئة قبل المغادرة حتى  لمحته..يقف بزاوية متطرفه..يخفض بصره و يرفعه كل حين نحو باب خروجهن بشكلا سريع كأنه يبحث عنها...و كم تمنت ان يطول وقوفه في انتظارها عمرا...مهيبا في وقوفه..مشدود الظهر رغم تجهم وجهه الا انه كان في نظرها يعادل كل الدنيا و ما فيها...و خفقات قلبها التي كانت تفز اليه خير دليلا على عذابها...وصلها هم خالتها والدة سروة قائلة 

- روحي حبيبتي  رجلج ينتظرج الظاهر.. الله يسعدكم و يهنيكم..فازدردت قمراء ريقها وهي ترنوا اليه مجددا..ترتب عباءتها و كم كانت تود ان تظهر شيئا من زينتها.. ان يرفع نظره اليها فيفتتن بجمالها الخلاب الذي جذب الانظار اليها...قمرية رائعة الجمال..

واقتربت منه تحث خطواتها و تشد على طرف عباءتها وقد شعرت لوهلة بالرهبة منه..فنظرته التي رفعها اليها ما ان اقتربت كانت نظرة قاسية..معقدة...لا تحمل من الصفاء شيئا.. بل انه لم يطل النظر لاكثر من ثانية ثم تقدمها يسير بظهرا مشدود و سارت هي خلفه..كأن هذا هو منزلها...يسير و تتبعه هي بخطواتها المتحيرة عشقا و وهما بالانتماء

ولم يكن المنزل بعيدا...بل كان مسافة دقائق عن بيت العروس...ورغم احساس الرهبة الذي تملكها ...تمنت ان يطول المسير بهما..ان تتمتع بهبات النسمات العليلة التي كانت تحمل لصدرها رائحته الاثيرة.. ان تحمل شيئا من انفاسه اليها..و ما ان دخلا باحة المنزل الخاريجة المظلمة حتى وصلها قولة و هو يوصلها لباب المدخل المضاءة بانارة خفيفه

- مره ثانيه تطلعين بكحلة و مكياج حسابج يصير غير شكل.. قبل ما تتحركين من المكان تمسحين كلشي.. انتي متزوجه هسه مو مثل قبل كلشي فالت عندج.. و اقرن قوله بالتفتاته بسيطة نحوها و نظرة قوية كأنه امتعض حقا من فعلها ثم قال مؤكدا كأنه اعاب عليها مجددا سرحانها به

حَيثُ كُنّاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن