عملية أخرى

234 18 28
                                    

بعد أسبوع

يقف (كريمر) في المطبخ صباحًا يُعِدُّ إفطاره، وبينما يُقَلِّب بملعقته ما وضعه على نارٍ هادئة، يتحسَّس بإصبعين موضع الندبة الجديدة في كتفه أسفل القميص. فكَّ الغُرَز منذ قليل.

حتى النار هادئة، يبدو أن كل شيءٍ في حياة ذاك الضخم هادئ. لا عجب، فهو ليست لديه زوجة.

حبوب الشوفان مع الحليب.. بالطبع تتبع تلك الكتلة من العضلات نظامًا غذائيًّا يضم طبقًا من الشوفان، فالشوفان أشبه بالجملة الافتتاحية في قاموس الرياضيين الغذائي.

بينما يرفع وعاءه عن الموقد ليضع الطعام في طبق، دق جرس الباب. اتسعت عيناه، وظهر التعجُّب على وجهه، ثم تحرك جهة الباب ببطء.

من قد يدقُّ بابَه عند التاسعة؟ ومنذ متى وهناك من يدق بابه؟

أمسك هاتفه وفتحه.

هناك كاميرا مراقبة مُلحَقَة ببابه، بل أكثر من واحدة.

ظهر على الشاشة شابٌّ طويل، واقفًا يمسك دفترًا ما في يده.

(كريمر) ليست له علاقات، هو لا يعرف أحدًا، ولا أحد يعرفه هنا.

هز رأسَه متعجبًا، ثم فتح.

- صباح الخير يا كابتن (عصام)!

وقف (كريمر) أمامه يحكُّ ذقنه، مرتديًا قميصًا شتويًّا رماديًّا، وبنطالًا رياضيًّا أسود يرسم عضلات رجليه. ظهرت على ملامحه الدهشة لحظة، ثم أدرك أن عليه أن يرد.

- مرحبًا، صباح الخير يا (مهند)، كيف حالك؟

رَدَّ وهو يتطلَّعُ إلى تضاريس ذراعيه وكتفيه، التي ترسمها على خوفٍ أكمام قميصه الملتصق بجسده: "بخير، الحمد لله. في الواقع كيف حالك أنت؟ لاحظت أنك لم تخرج للركض منذ نحو عشرة أيام، ولم أرَكَ تخرج من شقتك منذ أسبوع. أحببتُ أن أطمئن عليك، أرجو أنني لم أزعج نومك".

- لا، لا، إطلاقًا، لم أكن نائمًا. في الحقيقة أنا أستريح منذ أسبوع، سأعاود النشاط بدءًا من اليوم. حتى إنني قد أذهب الليلة إلى الصالة لأتدرب. أنا بخير، شكرًا للسؤال. تعالَ وتناول معي الإفطار!

رَدَّ مبتسمًا في حرج وهو يصافحه ثم يتراجع: "شكرًا لك، بالهناء. أريد أن أدرك محاضرتي الأولى. حمدًا لله أنك بخير".

(عصام أحمد)، أجل.

لم تسنح الفرصة سابقًا، في خِضَمِّ الطعنات والأعيرة النارية لمعرفة أن (كريمر) هنا يُدعى (عصام أحمد)، وأنه مدرب ألعابٍ قتالية ولياقةٍ بدنية شخصي على مستوًى عالٍ، تمامًا كما هو محترف في حصد الأرواح في عالمه الخاص الآخر، الذي يعرف بشأنه فقط هو و(شارلي)، أو على الأقل هذا ما يظنه هو.

كريمر - Kramerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن