عطلة

119 12 11
                                    

في المستشفى، بعد ثلاث ساعات، وقد جلس (حازم) على كرسيٍّ إلى جانب (نوح)، الذي استلقى على السرير كما طلبت الطبيبة..

طلبت منهما الطبيبة أن ينتظرا قليلًا، إلى حين تعطيهما البيانات عن الجرح الذي تعامل معه طبيبٌ آخر منذ قليل، وتعطيهما وصفةً بالعلاج، ومواعيد تغيير الضمادات.

نظر إليه وقال مبتسمًا:

- أصبحتَ القطَّ الجريح الآن!

رد (نوح) بسرعة ضاحكًا في لؤم:

- لا يغرنك جرح القط، فقد أرصدك مرة أخرى وأنت تتسوق اليوم.

انفجر (حازم) ضاحكًا:

- ذَكَّرتني! أريد أن أضع جبيرةً لساقي.

تفَحَّص (نوح) وجهَه في دهشة:

- إذن أنت لم تكن تمزح؟

أجابه في جدية:

- لا، إطلاقًا، أنا حقًا أحتاجها، وذلك لأتجنب عاصفةً من سخط (يمنى)، عواصفها شديدة؛ أتودد إليها لساعات، ثم أتركها وأنزل لأحضر لها الشوكولاتة، وعندما أعود، قد أجدها تبكي، تظن أنني تركتها لأجلس إلى أحدٍ ما.

تساءل (نوح) في خبث:

- ألهذا حقًا؟ أم هي حجَّة لعدم التسوق وابتياع المقادير الغالية؟

ضحك (حازم) وهو يرى نظرته اللئيمة، ثم قال:

- لا، أقسم إنها من أجل هذا فقط، ثم إنني لستُ (نوح) الكسول، الذي لا يتسوَّق، ولا يذهب إلى النادي، ويظل يسهر في يوم عطلته على المقهى حتى الواحدة فجرًا، ليعود وقد نامت زوجته.

ضحك (نوح) بصوتٍ عالٍ، ثم تألم قائلًا:

- حسنًا، حسنًا، ستغلبني، فأنت مروض القط.. الجريح!

أردف هامسًا وهو يشير برأسه نحو باب الغرفة:

- نادِ الطبيبة الجميلة التي كانت هنا منذ قليل، وأنا سأغمز لها فقط، وقد تضع لك جبيرتين. إنها ليست متزوجة، ولا بُد قد أعجبت بي!

ضحك (حازم) بشدة قائلًا:

- هل أخبر (فاطمة) بذلك؟ أم إنها ليست صاحبة عواصف كصديقتها؟

قبل أن ينطق (نوح)، كان باب الغرفة يُقرَع، ثم فُتِح مباشرةً، لينفذ منه (محمود) باشا إلى الداخل.

على وجهه تعابير ليست مبشرة بخير، كان يبدو غاضبًا.

تظاهر (نوح) بأنه يحاول النهوض، فأشار إليه (محمود) أن استرح.

حازم لم يتحرك من وضعيته منذ البداية، ولم يتظاهر حتى بأنه يريد، بقيَ جالسًا ينظر إليه، فقط أشار إلى مقعدٍ كان بجوار الباب في فتورٍ قائلًا:

- تفضَّل، استرح يا حضرة العميد.

نظر إليه (نوح) في دهشة، بينما بدا التعجُّب مضَاعَفًا على ملامح (محمود)، حَلَّ محل تعابير الغضب التي دخل بها.

كريمر - Kramerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن