١.

2.5K 146 186
                                    

                           _____                              ⋆

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


                           _____
                              ⋆



                 
                              
                         

   

    رُوسيا , موسكو.
     يَناير ٢٠١٤ , ٦:٢٣ م.




- ان تكون مُغترِباً ، شيئ اصعب من ان تفقد مَن تُحب.

التمست اصابع الصبي تِلك الاسطر التي لم تُلامس اصابعه فَحسب ، و انما قلبه..

سلَط بُندقيَتيه الناعسة على الورق البُني الذي بان عليهِ قِدم السنوات التي جَعدته و غيرت لونه بغدرها له.

- ألاغترابُ مِن بلدُك ، مَوطِنك الذي ترعرَعت به ، شتائه المُثلج.. لن تَلعب بثلجه مرة اخرى.. صَيفه الدافئ.. لن تأكل مُلجاتٍ لذيذة فيه مرة اخرى.

و جُملة تَتبِع الأُخرى ، و مع كُل جُملة ، يسترجع ذا الشعر الاسود ذكرياتٍ عتيقة ، قد استوطنت بذاكرته
مُتخِذتاً اياها منزلاً لها.

جلوسه امام النافذة ، اشعة الغروب المُسلطة على وجهه و عيناه التي برقت باللونٍ بُندقي فاتح.

استنشق عبقٍ من الغروبِ المُريح ، زافِراً كُل ارهاقه اليه من النافذة ، كما لو انه يشكو كُل ضُعفه الي الغروب من خِلال اعينه ، التي بانت انها مُثقلة بكمٍ من الحُزن ، الذي نهش فِكره و نفسه.

يد التمست كتفه بخفة من الخلف ، حاثتاً اياه على النظر ناحيته.

التفت صاحب البُندقيتَين الناعسة ناحية الفتى امامه
، شعرٌ اشقر يصل لفكه ، اعين بُنية واسِعة ، يُمكن التخمين بسهولة انه في العقد الثاني من عمره.

- لويس ، أُترك هذا الكتاب ، استطيع ان ارى انك تأخذه معك اينما تذهب.

نظر له لويس بنظرة خافته ، حَملت اعينه البندقية حُزنً طفيفً بها.

- فيليكس ، تعرف انني سوف أُغترب مرة أُخرى ، انا لا احبذ الاغتراب.. لدي ذكرى تأبى الخروج من عقلي.

زفر ذا الشعر الاشقر بخفة مُغمضاً اعينه ، و اردف بخفوت و بصوت حنين الى قلب اخاه الاكبر.

اختِناق || مكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن