اسكريبت 3

339 17 2
                                    

-طلقني.

بصلي وضحك وهو بيحرك راسه بتهكم:

-قولتي أيه؟

وقفت وأنا بصاله بقوة عمري متخيلت أني أقف قدامه بالطريقة دي:

-قولت طلقني يا سامي، مش هبقى على ذمتك بعد النهاردا، أنا استحملت إهانة وهم وأقول معلش بيحبك، معلش علشان الأولاد، معلش معلش.. وأنت عملت أيه؟ روحت وخونتني وبمنتهى البجاحة وقلة العقل جاي تقولي من حقي أتجوز؟

وقف قدامي وهو بيضحك وكل ده بيستفزني أكتر:

-لا ده أنتِ اتجننتي بقى عايزة تعترضي على شرع الله؟

بصتله بغضب وكانت أكتر حاجة تستفزني اللي بيذكر شرع ربنا وهو مش فاهم فيه أي حاجة.. زيه بالظبط كدة:

-أنت مكفي بيتك؟ أنت مراتك مبتخلفش ومش مراعياك؟ ده أنت مخليني أشتغل علشان نساعد بعض ونمشي البيت ونراعي ليلى وسراج وفجأة كدة أتواجد معاك اللي يخليك تفتح بيت تاني يا سامي؟

-هو أنا كدة ومش هتغير، أنتِ شكلك مبتفهميش، قوليلي بقى لو طلقتك فكرك هاخد الولاد اللي أنا أصلًا مكنتش عايزهم؟ لا يا حبيبتي أنا هرميكي بيهم برة بيتي ووريني هتعملي أيه، تفتكري جوز أمك يتحمل قعادك عنده؟

مكنتش متخيلة إن أختياري كان غلط بالطريقة دي، إن ده الشخص اللي كنت فاكرة أنه هينسيني حبي الأول وهيكون المناسب ليا!

-الشقة من حقي ولا نسيت؟

ضحك ببرود زي عادته وكنت حاسة فعلًا أني مش طيقاه:

-لا يا حبيبتي أنتِ اللي هتتنازلي بمزاجك عن كل حاجة لو عايزة تطلقي بهدوء.

كنت شايفة الأولاد خايفيين، عارفة رأي عيلتي كويس أوي، حافظي على بيتك، متخربيش على نفسك، أولادك من غير أب حياتهم هتدمر.

دخلت أوضتي وقفلتها عليا وأنا بعيط وبناجي ربنا يدبرلي أموري، الحياة بتحطنا دايمًا في إختبارات.. ومش أي إختبارات هي قادرة فعلًا تنهينا لو معندناش الإيمان والقوة إننا نواجهها، طول الليل كنت صاحية، كنت بصلي وبعيط وبناجي ربنا، جه النهار وهو دخل الأوضة يغير هدومه ويروح الشغل:

-أممم قررتي عايزة أيه يا رحمة؟

بصتله وأنا حاسة بصداع شديد من كتر العياط:

-هتطلقني يا سامي وغصب عنك.

اليوم ده حصل بينا خناقة كبيرة، مد أيده عليا وعلى كل حال مكنتش المرة الأولى، روحت لبيت أمي وجوزها، سمعت نفس الكلام المعتاد، كانت ليلى بتعيط وسراج حاضنها وبيهديها، هما نعمة من ربنا بس أنا اللي معرفتش أختارلهم الأب الكويس:

-يا رحمة روحتي فين ردي عليا، عاجبك كدة عيالك اللي هيترموا من غير أبوهم؟ استهدي بالله يا بنتي وقومي روحي على بيت جوزك ومتخليش حد يسمعلكوا صوت.

اسكريبتات (بالعامية).. للكاتبة ندى محسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن