-مش هتبطلي شحاتة بقى يا نجمة؟! عندك خمسة وعشرين سنة دلوقتي.
زعق العجوز اللي متجاوزش خمسة وسبعين سنة وهو بيبصلي بضيق، ضحكت وأنا بمدله الكتاب:
-القراءة للجميع يا جدو استهدى بالله وسلفني واحد غيره علشان ده مخدش معايا يومين وكنت مخلصاه وده ميرضيش حد.
وقف وهو بيقرب من مكتبته وبيطلع على السلم:
-عايزة أيه المرة دي؟
بصيت حواليا وأنا مبهورة بعدد الكتب:
-مش عارفة أحدد عايزاهم كلهم.
بصلي وكنت حاسة أنه بالفعل مش طايقني:
-عارفة كان يوم أبيض يوم مسمحتلك تاخدي كتاب تقرأيه وترجعيه.
بصتله بانفعال واضح:
-يعني هو ده مش بعد مخلصت فلوسي على كتبك يا جدو من أول سنة جامعة؟ ده أنا كنت مبروحش الجامعة علشان أوفر فلوس أكتر.
نزل من على السلم وفي أيده كتاب الغلاف بتاعه شدني جدًا:
-أيه ده أنا أول مرة أشوفه؟
ابتسم بسخرية وهو شبه بيتريق عليا:
-على أساس أنك شوفتي الكتب اللي هنا كلها؟ شوفي أنا عمري ضعفين عمرك ومع ذلك لسة مخلصتش قراءتهم.
خدت الكتاب وأنا مبتسمة:
-مش هتأخر عليك، يومين وتلاقيني عندك.
حرك راسه بفقدان أمل وأنا سيبته ومشيت "الشيخ عبد الله" ده اسمه وبجد بعتبره زي جدي وواثقة أنه بيحبني أكتر مبيحب حفيدته اللي مبتسألش عليه غير كل سنة مرة.
كنت ببص في الكتاب وأنا بقرأ ضهره مكنتش شايفة واتخبطت جامد في سلم خشب محطوط قدام رفوف المكتبة الناحية التانية بس اللي مكنتش عاملة حسابه أن يقع من فوقيه واحد!!!
كان واقع بيتألم والنضارة النظر وقعت جنيه، كنت مصدومة ومش عارفة أعمل أيه ولا أساعده أزاي، حتى أني فكرت أسيبه وأمشي، قربت واللي مكنتش واخدة بالي منه الكتب اللي وقعت واللي اتكعبلت فيها وحصلته بس من حظي وقعت على دراعه وراسي متجرحتش.. بس مظنش أن ده من حظه أبدًا!
-أنتِ أيه نوعك بجد مش عارفة تسندي طولك؟
وقفت فورًا وأنا حاسة بضيق:
-أكيد مشوفتكش ولا شوفت السلم، أنت اتعورت؟
وقف وهو حاطط أيده على ضهره بألم وبيشيل الكتب بهدوء:
أنت تقرأ
اسكريبتات (بالعامية).. للكاتبة ندى محسن
Short Storyاسكريبتات بقلمي/ندى محسن، ميكس بين الكوميدي، الرومانسي، الحزين.. بالعامية زي مطلبتوا على جروب الفيسبوك، هستنى رأيكوا. ✨❤ ممنوع النشر والإقتباس. الكاتبة ندى محسن|White Rose