-أنتِ مجنونة؟ بتحدفي اللي رايح واللي جاي بالطوب في الشارع؟!
=لا مبحدفش اللي رايح واللي جاي أنا بحدفك أنت.
بصتلها أوي والغريبة أنها كانت بنت حلوة ولابسة شيك جدًا، استغربت نظراتها وهي شبه بتستحقرني رغم القلق اللي بان في عيونها إلا أنها مازالت واقفة:
-أنتِ تعرفيني؟ أتكلمت معاكِ قبل كدة؟ عملتلك حاجة؟ تخيلي واحد ماشي في حاله يلاقي طوبة لبست في ضهره هل ده تصرف ناس عاقلين ولا مجانين و..
قاطعتني وهي بترفع صباعها قدامي بتحذير:
-أنا بحذرك تغلط، الطوبة دي اللي مسكتها وحدفتها على الكلب المسكين اللي ملوش ذنب في أي حاجة إلا أنه عايش في مجتمع مريض باللي زيك.
تنحت وأنا شايفها بتتكلم بسرعة سبقت سرعة البرق، متخيلتش أن عادي فعل زي ده هيبقى الرد عليه كل الكراهية من البنت دي! كملت كلامها بعد مخدت نفس عميق:
-يوم متفكر تعمل حاجة بعد كدة افتكر أنها هتتردلك.
=أكيد بتهزري.. ده مجرد حيوان.
بصتلي أوي وهي بتحرك راسها بإصرار:
-هو فعلًا اللي يتصرف بالشكل ده مجرد حيوان.
مشيت على طول وسابتني واقف مكاني مصدوم، مش مستوعب أن في حد ممكن يعمل كدة علشان كلب! بس أنا فهمت أني فعلًا غلطان، ثم إن ضربت الطوبة بتاعتها كانت أقل من ضربتي وحسيت بوجعها الشديد، فيا ترى الكلب الصغير ده حس بأيه! أنا فعلًا مش كدة بس كان فعل تلقائي.. مجرد حيوان فعلًا.
مشيت وأنا بفرد ضهري وعارف أني هحتاج مرهم من الصيدلية لأن أكيد في كدمة، شوفتها وقتها قاعدة على الرصيف بتقسم السندويتش اللي في أيدها وبتدي نصه للكلب اللي كَل نصيبه بسرعة كبيرة ومع ذلك مبخلتش عليه بالنص التاني!
هي البنت دي غريبة ولا تبع منظمة حقوق الحيوان ولا أيه حكايتها؟! قربت وهي انتبهتلي فاتكلمت وأنا بعتذلها:
-أنا اسمي عمار، أسف كان تصرف غبي مني، بس هعتذر لمين للكلب؟
حركت راسها بإيجاب وهي بتشاورلي ناحية عربية كبدة الريحة بتاعتنا واصلة لعندنا:
-قبل متفكر تأذي روح خلقها ربنا افتكر في عواقب الدنيا والأخرة، علشان تتعاقب في الدنيا تقدر تجيبله كمية كويسة من هناك لأن الأكل بتاعي مكفهوش.
لبست نضرتي بثقة وأنا بخرج محفظتي:
-يا سلام! دي أقل حاجة ممكن أجيبها.
مشيت ناحية العربية وبالفعل جيبت أكل يكفي تلت كلاب على الأقل مش كلب واحد بس رجعت ملقتهاش! سيبت الأكل وأنا ببص حواليا بتعجب:
-مشيت فجأة كدة!
♕♕♕♕♕♕♕
مقدرتش أسكت وأنا شايفة البني أدم المستهتر ده بيشوط طوبة علشان تيجي في الكلب المسكين، مش عارفة ازاي اتصرفت بالشكل ده مع أني كنت قلقانة جدًا من أخلاقه ليكون شخص مش كويس أتورط معاه، لما شوفته جاي تاني حتى لو بيعتذر استغليت الفرصة ومشيت على طول لأني مضمنش أيه اللي كان بيفكر فيه.
روحت على جامعتي وكل مفتكر اللي حصل كنت بضحك، منكرش أن لولا التصرف اللي حصل منه تجاه الكلب ده كنت ارتبطت بيه وهو قمر كدة استغفر الله يعني، الكلب كان صغير وفعلًا غصب عني مبقدرش أعدي موقف زي ده، ربنا يسامحه بقى ويهديه.
♕♕♕♕♕♕♕
استغليت أني لوحدي وقررت أخد الكلب الصغير ده معايا، خصوصًا لما لقيته حبني جدًا وبقى يقرب مني ويقف على رجله علشان يحضني ومش بس كدة ده كأني مش نفس الشخص اللي ضربه، يمكن إحساسي بالذنب كان أكبر وقتها وخلاني أخده بس حاليًا وبعد أربع سنين كاملين هو أعز صديق ليا، ده بقى تقريبًا طولي.
أنت تقرأ
اسكريبتات (بالعامية).. للكاتبة ندى محسن
القصة القصيرةاسكريبتات بقلمي/ندى محسن، ميكس بين الكوميدي، الرومانسي، الحزين.. بالعامية زي مطلبتوا على جروب الفيسبوك، هستنى رأيكوا. ✨❤ ممنوع النشر والإقتباس. الكاتبة ندى محسن|White Rose