الفصل الثاني

72 10 1
                                    

جلس جيوفاني على كرسي البيانو ورينا بجانبه تراقب اصابعه التي ترقص على المفاتيح بخفة ومهارة ، وأغلقت جفنيهـا لترمي بثقل رأسها على كتفه مستمتعة بكل نوتة تزور مسامها وبعد مدة من السكينة اكملت رينـا الاجواء بغنائهـا
وسمح جيوفاني لعينيه بالتجول في وجهها يحفض كل اش منه كانه يحاول رسم معالمها في ذاكرته وتعمق في نظراته أكثر ليفقد التحكم في اصابعه مما سبب خروج صوت مزعج من البيانو اخرج الاثنين من سكنتهما بقيا لحظات ينظران لبعض خلالها قبل ان ينفجرا ضاحكين وتوقفا لرنين هاتف جيوفاني فأجاب على المكالمة المرئية من قبل أريز
أريز :أهلا جيوفاني هل رينا معك
وفتح فمه ليجيبه غيران المعنية سبقة بالظهور على الشاشة
رينا:مرحبا أيها الوسيم........أنا هنا.
إنبسطت اسارير الآخر ليرسم على شفتيه ابتسامة ساحرة
لرؤية توأمه
رينا:إذا كيف حالك أميري
ومع سؤالهـا تغيرت معالمه من السعادة للعبوس اللطيف.
أريز:لست بخير ابدا.... إحداهن نسيت السؤال عن توأمها
و ازداد عبوسه حين انهى كلامه لينفجر الاخران بالضحك عليه وعلى لطافته
رينا :اسفة وسيمي......لقد نسيت
جيوفاني:كاذبة......كانت نائمة مثل الكوالا
وبتر كلامه بسبب الضربة التي حطت على مؤخرة رأسه ليكمش ملامحه بألم
رينا:من التي تدعوها بالكوالا ؟!.
جيوفاني: وهل هناك غيرك هنا
تنهدت رينا بيأس من هذا الذي لا ينفك بدعوها بالكوالا في كل فرصة سانحة له واستدارت الاخرى لاخيها
رينا:حسنا..بما ان أريز الحبيب غاضب مني ، فأظن انني سأتخلى عن فكرة السفر لأوكرانيا في الوقت الحالي .
و قبل حتى ان تكمل كلامها في قفز الأخر محتجا
أريز: لاااااا..... ومن قال اني غاضب حبيتي.....وهل يمكن ان اغضب منك أصلا
فخرجت هقهة صغيرة من شفتي الأخرى لتكمل
رينا: اذا سأحاول القدوم في أقرب وقت
وانفتحت أسارير أريز على هذا الخبر بينما جيوفاني شعر ببعض الضيق فهو لا يريد لصديقته الوحيدة الذهاب وخصوصا الى مكان جريسون موجود فيه
بعد أحاديث طويلة لم تخلوا من مشاحنات ريناوجيوفاني مع ضحك أريز عليهما. ها هي العائلة تتجمع على مادة العشاء حيث يرأسها ناثان زوج آنيا التي
تجلس على يمينه يقابلهـا ابنهـا جيوفاني بجانبه رينا وكل واحد مشغول بنقل الطعام إلى صحن الأخر ، رينا تنقل الذرة من صحتها إلى جيوفاني وهو بدوره ينقل البازلاء
وبعد عدة حوارات لطيفة نهض الجميع إلى غرفة الجلوس
عدا رينا التي توجهت الى غرفتها ليطرق جيوفاني الباب
عليهـا وحاولت التحكم في نبرة صوتها لاخفاء بكاءها و اجابت عليه دون فتح الباب
رينا : جيوفاني .....انا متعبة لنتحدث غدا....تصبح على خير
ونزولا عند رغبتها غادر بعد ان تمنى لها ليلة سعيدة
لتعود في البكاءها
رينا :كله بسببي.....أنا اسفة.......اسفة

تسللت اشعة الشمس الى تلك الغرفة الهادئة حيث تــنام رينا بسكون وسط الوسائد غيرعالمت بذلك الذي دخل لغرفتها بهدوء بنية ايقاظها الا انه واقف منذ دقائق يتأملها غارق في تفاصيلها بداية من عينيها المغلقة والتي
تحرسها رموشها الطويلة مرورا بأنفها الصغيرالحـاد وصولا إلى شفيتهـا ، وحرك يده لازاحة الخصلات المتمردة على خدها وأكمل تحريك أصابعه على معالمها ينزل الى رقبتها خصوصا عند تلك الشامة التي تتوسد عنقها من جهة اليمين في حين جعدت تلك النائمة معالمها دليلا على بداية استيقاظها وهو ما افاق جيوفاني من شروده ليبتعد
خطوة للوراء حين فتحت عينيها لتجده يستقبلها بابتسامته الساحرة
رينا:صباح الخير جيوفاني......ماذا تفعل هنا
قالت هذا وهي تفرك عينيها لطرد بقايا النوم منهم وتنظر الى الذي يقابلها يحك عنقه باحراج
جيوفاني:جئت لسؤالك اذا كنت تريدين مرافقتي إلى الحديقة؟أوالسينمـا؟أو......
وتوقف حال تسلل صوت ضحكاتها الى مسامعه ليتوقف متأملا لها ثواني لتنبس
رينا:حسنا....... لقد فهمت.......امهلني لاجهزر نفسي. ونذهب بعدها
ليمنحها ابتسامة هادئة ويغادر الغرفة يتركها تتوجه الى الحمام للاستعداد وبعد مدة ها قدخرجت للتوجه إلى خزانة الملابس وفي طريقها إلى هناك تذكرت هاتفها لتلتقطه تتفقد الرسائل .فجأة توسعت حدقيتيها وبدأت
بالارتجاف فلم تعد قدماها قادرة على حملها أكثر لتسقط على الارض تحاول السيطرة على رجفتهاودقات قلبها الذي يسارع للخروج من مكـانه

في نهاية الدرج كان جيوفاني يحفر الارض بقدميه ذهابا وإيابا
جيوفاني: اوف......لقد تأخرت كثيرا
وبعد لحظات استدار لسماعه صوتها وهي تنزل من البرج
و إندفع نحوها ليمسك بكتفيها والقلق بـادي على محيـاه
جيوفاني: نجمتي.....مابك ؟. هل كنت تبكين؟
ولكنها نفت كلامه بحركة رأسها للجهتين غير ان الأخر أصر أكثر
جيوفاني :ولكن عيناك حمراوتان
فتنهدت داخليا منه وحاولت رسم إبتسامةصغيرة على شفتيها
رينا: انت تتوهم........هيا سنتأخر
وقامت بسحب يده غير سامحة له بالكلام متوجهين الى السيارة حيث كان السائق بانتظارهما ليصعدا من الخلف
وخلال الطريق حاول جيوفاني فتح حوارات معها الا انها كانت اما تجيبه بهمهمة اولا تسمع كلامه من الاساس وهي تنظر من النافذة للشوارع والمحلات وهذا ما كان عليه الوضع بقية اليوم حتى جلسا على احد مقاعد الحديقة وقت الغروب
جيوفاني:غاليتي......أي مطعم تفضلين للعشاء
ولم تنتبه هي لسؤاله حتى نكزها واعاده على مسامعه
رينا:لا أريد...فلنعد للمنزل رجاءا
و بعد هنيهات امسك بيدها يمسح عليها يسحبها معه عائدين للبيت

حال وصولهما امام غرفتها افترقا ليتوجه كل الى غرفته وما ان تقدم جيوفاني خطوتين للمغادرة احس بيدها تسحبه وتعانقه بقوةتحت دهشة الأخر التي دامت ثواني ليبادلها
بسرعة وهو يشد عليها أكثر ولم يخفى عليه تلك الطاقة السلبية المحيطة بها.وانتهى العناق لتدخل الى غرفتها رامية بثقلها على السرير ثم تحمل هاتفها معيدة قراءة تلك الرسالة

Deceptive loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن