الفصل الرابع

23 7 4
                                    


الفصل الرابع

هناك في خارج الغرفة التي تقبع بها كوثر، والتي يرافقها بها الطبيب ومساعدته، كانت والدتها تقف والحزن يغزو كل ذرةٍ في قلبها وعقلها، لما تفعله مع ابنتها ولم يعلم به أحد حتى والدها الذي رفض الأمر بشدة، الآن فقط بدأت تفكر كيف ستكون ردة فعل أبا محمد؟ وماذا سيفعل بها؟ إلا أنها ما زالت تُصر إلى الآن، أنها ما قامت إلا بالفعل الصحيح، الذي يحافظ على سمعة ابنتها ويُخرجهم من هذه المعضلة، أثناء كل ما كان يُخالجها رأت الشخص الوحيد الذي ما كان لها أن تتوقع وجوده هُنا وفي هذا المكان تحديدًا.

أما أم إبراهيم، كانت قد باتت ليلتها تُساور الهموم، تتقلب على فِراشها كمن يتقلب على الجمر، الذي كلما قلبه أحد ازداد لهيبه، وما إن رأت نور ربها يسطع بالمكان؛ حتى قامت من مرقدها وعزمت أمرها على أن تقوم بما تُريده روح إبراهيم، وما اتفقت عليه مع ولدها زياد، أدت ما عليها من واجبات في المنزل ثم توجهت للاطمئنان على زوجها في المشفى؛ لأن الوقت كان ما يزال مبكرًا، وحين شعرت بأنه حان الوقت غادرت المشفى متجهةً نحو بيت عم أبناءها ووالد زوجة ابنها الفقيد، لكنها حين وصلت أمام المبنى الذي يقطنون فيه، رأت كوثر ووالدتها يستقلون سيارة أجرة كانت قد انطلقت قبل أن تتمكن من محادثتهم حتى، قررت حينها أن تستقل سيارة أجرة وتلحق بهم فلن يهدأ لها بال إن لم تطلب الصفح والمغفرة منهم، كل هذا تم إلى أن وصلت بعدهم بدقائق كانت قد دخلت فيها كوثر إلى الغرفة التي يرافقها بها الطبيب حتى يُنهي حياة جنينها المنتظر، وما إن وضعت أم إبراهيم قدمها في العيادة إلا ووقعت عيناها على أم محمد، التي كان يبدو عليها الكمد الذي يرافقه التوتر والقلق مع الدمعات التي أغرقت خديها، وقتها فقط تلاقت الأعين معًا منها المتفاجئ ومنها القلق مما ساعده للتو.

_ أم إبراهيم، ماذا تفعلين هنا؟

_ جئت إليكم حتى أرى زوجة ابني وأطلب الصفح منها ومنكم، لكن ما ليَّ أراكِ على هذا الحال!؟ وأين كوثر؟ هل هناك خطب؟

_ لقد قررت أن أريحك وأريح الجميع، وأُخرج ابنتي من بؤرة الهم التي وضعت نفسها بها، تحديدًا بعد رفضكم الاعتراف بأنها تحمل في رحمها ولد إبراهيم.

_ ماذا فعلت يا امرأة؟ أصدقيني القول.

_ لقد كلفت الطبيب أن يقوم بإجهاض الجنين؛ حتى أُخلص ابنتي من الفضيحة التي تنتظرها مستقبلًا.

_ ماذا تقولين؟ أين كوثر؟ أين زوجة ولدي؟ لن أسامحك لو حدث مكروه لها أو لحفيدي.

وتقدمت منها تنفضها من أمامها، متقدمةً نحو باب الغرفة التي تراها أمامها، ففتحتها لكنها كانت عبارةً عن مكتب الطبيب لِتُسرع حينها بالاتجاه إلى الباب الآخر تفتحه مُقتحمةً الغرفة، لينظر الطبيب إليها ويصرخ بها قائلًا:

_ ما هذا؟ كيف جَرؤتِ على القيام بهذا الفعل؟ إلى الخارج هيا هيا.

صاح بها الطبيب لترد له الصياح قائلةً:

ما كان له أن يحدّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن