«ما هي فَلسطينُ بالنّسبة لخالد؟ إنّه لا يعرف المزهرية، ولا الصّور، ولا السُّلم ولا الحَليصة ولا خلدون. مع ذلك فهي بالنّسبة له جديرةٌ بأن يحملَ المرءُ السّلاحَ ويموتَ في سبيلها»
عُدنا لكُم يا أصدقاء، لكن هذه المرّة عُدنا لنَختم، عُدنا لنَطوي آخرَ صفحاتِ كتابنا، ومعه آخر صفحات هذه الدَّورة. دورةٌ بقدرِ ما كانت ممتعة، مسلِّية، ومليئة بالنّشاط والحيويَّة. فهي دورةٌ أتَتْ لتُوصل رسالةً قويَّةً. دورة عشنا فيها داخل صفحاتِ روايةٍ حملت ألمَ أبٍ وأُمٍّ فقدا طفلهما، حملت دوي المدافع وشظايا القنابل، وبكاء طفل تُرِك وحيداً داخل بيتٍ صغيرٍ وسطَ حيفا، طفل عندما تركاه والداه..تركته فلسطين أيضاً.
ها نحن ذا نعودُ جميعنا لحيفا؛ لآخر مرّة. وبقدر ما كانت البدايةُ مذهلةً، كذلك ستكون النّهاية. ولعلَّكُم تعرفونَ أنّنا اليومَ سنتوِّج فائزِي مبادرتنا الرَّائعة، وبذلكَ نطردُ آخرَ ذرَّةِ غُبارٍ فوق رَفِّنَا.
لكن قَبلها يا أصدقاء، دعونا نسألكم؛ ماذا عَنَتْ لكمُ فَلسطين. هل هي مستقبل؟ ماضي؟ هل فَلسطين مجرَّد ديارٍ دمّرتها القنابل أم هي صمَّام إنْ انْقطع توقّفت معه خفَقاتُ قلوبكُم؟ هل هي وَالدَينِ في قلبِ طفل؟ أم طفلٌ في قلب والدَيه؟
جميعنا مستعدُّونَ للقتالِ من أجلِ فَلسطين، لكن كيف يقاتل المرء في سبيل شيء لا يعرفه! بهذا السُّؤالِ المفتوحِ؛ نختمُ دورتنا أعزَّائي. ابحثوا عن فَلسطين في دوَاخِلكم …فهي روحٌ…نبضٌ…حرِّيةٌ وأملٌ، وليست مجرَّد أخبارٍ تنقلها القنوات.
أعزّائي، خلال هذه الدّورةِ جهَّزَ مشروعُ الرّبيع الثّقافيٌّ منصّةً لنَرفعَ فوقها رَايةَ فَلسطينَ بكلِّ فخرٍ واعتزازٍ، ثمَّ سُرعان ما انضمَّت أيادٍ جديدةً إلينا. آنستنا في دَورتنا وأظْهَرت لنا مواهباً أقلُّ ما يقالُ عنها مُبهرة! فبعضكم جسّد روايةً كاملةً؛ بل جسّد أمّةً كاملةً في تلخيصٍ وبضعةِ أسطرٍ، وبعضكم جعلَ من الصُّور العادية رسالةً هزّتْ القلوب…والكثير غيرها من المواهبِ الّتي فاجأتنا جميعاً. لذا بكلِّ فخرٍ جئنا اليومَ لنوصلَ لكمُ رسالةَ شكرٍ خالصةٍ، مِلؤُها الفخرُ والحبّ لكلِّ فردٍ منكم شاركَ معنا وضَمَّ صَوتهُ لأصْواتنا… فأنتم فعلاً فخرُ الرّبيعِ، وفخرُ العرب.
كانَ هناك البعض منكم رفعوا أصواتهم أعلى من الجميعِ وتميَّزوا بمواهبهم، ونشاطهم. ونحن هنا اليومَ لنبارك لهم تميزهم هذا ونهديهم هدايا - لربَّما تكونُ بسيطةً- لكنّها صُنعت بكل حبٌّ.
في المركز الثالث قارئتنا الجميلة لينا ليتا، قد أعددنا لك جائزتنا المتواضعة، هذه شهادة اعتزاز منا بك:
أنت تقرأ
رفوف بلا غبار - الدورة الثانية
Randomأَتودُّ أن تتغيّر؟ اِقرأ. وهَل تودّ أن تُغيّر؟ اِقرأ. مرحبا بكم مجددا عشاق القراءة، دودات الكتب النهمة، جمهور مسابقة القراءة "رفوف بلا غبار" الأوفياء في دورتها الثانية! موقنون من هوسكم الشديد بالرحلات الشيقة والمؤثرة، لهذا نحن هنا، كي نقدم لكم دعوة...