𝓕𝓸𝓾𝓻

586 39 4
                                    








𖢇𖢇𖢇

بعد ساعة من أحاديث فارِغة بالنّسبةِ له حول ما اشترت من ملابس و كم مطعماً زارت، اقتربت منه مُعانِقةً عُنقه بكلِتا يداها تُخبرِه بصوتٍ خافِتٍ مُثير " ألم تشتاق لعزيزتك؟" ليبتسِم بتكلّفٍ علمَ ما هي مُقبلَة على فِعلِه، لا يعلم بأي عُذرٍ قد يأتي فهو لا يستطيع فعل شيءٍ هنا فلديه ضيفة، لم تُعطه مجالاً حتى ليُفكّر و شرعت بتقبيلِه بشغفٍ و هو بادلها أيضاً.

𖢇𖢇𖢇

بينما هي تنظُر الى اللاشيء شاردةً بـ مينهو و حبيبتِه المحظوظة، سقطت على مسامِعِها أصواتُ تأوهاتٍ خافِتة لتُصدم من جُرأتِه؛ هو يعلم أنها موجودة! ذهبت تجلِسُ تحت الطاوِلة تُغلِق أُذنيها بكلتا يديها تُحاوِل حجب الصوت "هذا مُقزز" أردفت.

وقف يرتدي ملابِسِه بعد الانتِهاء مُعطياً إياها ظهره دون أن ينبِسَ بحرف، بينما هي بدا الإنزعاج على محياها، هل سفرُها غيّره! أم أنهُ لم يعُد يُحبّها؛ هذا ما جاء ببالِها بسبب برودِه معها، بينما هو في عالمٍ آخر؛ لقد أيقن أنّه لا يمتلِكُ تجاهها اي ذرّة مشاعر!
وقفت بعد ان ارتدت ملابِسها تقترِبُ مِنه تُقبّل وجنتهُ "لنلتقي نهاية الأسبوع" إبتسم لها بتكلّف مُجيباً "سوف أحاول" لتستقيم قاصِدةً الخروج ليتبعها للخارج مُودّعاً إياها، دخل يتنهّد بضيق لما يشعُر بهِ، تذكّر ميلا ليجحظ بعيناه و يمشي مُسرعاً نحو المكتب، دخل لم يجدها كان سيخرج حتى لمح هيئتها تحت الطاولة لينحني يتحدّث معها "آسِف؛ يـ.." لم يُكمل حتى شعر بها تدفعه للخلف "أصمُت مُقزّز" و هي تخرج من المكتب قاصِدة غُرفتِها التي هي بالأصل غُرفتِه لتتفاجئ أنهما تضاجعا على السرير التي تنامُ عليه، كادت تتقيئ، إلتفتت لتجدَهُ أمامها حاولت تخطّيه لكنّه أمسكها من رُسغِها بقوة جعلت منها عاجزةً عن العبور "لقد حدث فجأة و لم أستطِع منعها، ضعي نفسكِ مكاني!" "لما تُبرّر لي؟ هذه حياتُك و هذا منزلُك" أفلتت يدها تتخطاه و هي تُردِف "جِد لي مكاناً آخراً أمكُث فيه حتى تنتهي هذه اللّعنة" و كيف له أن يُبعدها عنهُ؟ في أحلامِها؛ اذا اضطر للإنفِصال عن روزي، هو لن يدعها، لم يُجبها فقط اصبح ينظر لها بعيون فارغة حتى شعرت ان العالم ضاق بِها اخذت بخطواتِها نحو الخارج ذاهبة للاّمكان، تنهد هو بضيق يعلم انها سوف تعود عندما تهدأ، اخذ يُنظف الغُرفة؛ ازال اللِّحاف عن السرير و قام بتغييره من أجلِها، ثم أخذ ورقة صغيرة يدّون بِها إعتذاراً لها و اخذ بخطواتِه نحو المكتب يُنهي ما وراءه من أعمال حتى تأخر الوقت.

𖢇𖢇𖢇

بينما تتجول هُنا و هُناك دون وِجهة مُعينّة، لا تعلم لِما هي مُستاءة؛ بالنهاية هي غُرفتُه و منزلِه لكن! كان يجبُ ان يحترِم وجودها، هذا ما أقنعت بِهِ نفسها غير داريةٍ عن ماهيةِ مشاعِرِها الحقيقيّة، بدأت تهطِل الامطار فجأة بغزارةٍ، نظرت حولها شاكِرةً الإلٓه أنها بالقُربِ من محلّ بقّالةٍ، انتصبت تحت سقفِها تنتظر الأمطار تنتهي، بينما هو استقام يُعد العشاء مُنتظِراً إيّاها تعود بأي لحظة حتى سمع صوت زخّات المطر القوية؛ تذكّر أنها لا تحمِلُ مِظلّة معها، ترك ما بيدِه و أخذ بخطواتِه مُسرِعاً، انتشل المِظلّة من أمام الباب و خرج يركُض لا يعلم أين ذهبت و لا يجولُ بعقلِهِ شيءٍ غير انّه يتمنّى أنها لم تبتعد كثيراً.
وقف يلتَفِت يميناً و يساراً حتى لمح هيئتها واقِفةً امام البقالة زفر براحة أنّها لم تبتل، و اخذ يمشي نحوها حتى انتصب امامها يُعطيها المِظلّة لتتفاجئ بِهِ مُبتلٌّ بالكامِل "كان يُمكِنُك أن تمشي تحت المِظلّة على الأقل، من يراك سيظُنّ أنك مجنون!" لاحظ هو ذلك مُتأخّراً ليُقهقه بحرج مُردِفاً "كُنتُ خائفٌ عليك؛ تعلمين انت مسؤوليتي حتى أسلّمك لأبيك" مع رفعِهِ لكتفيهِ بتبريرٍ، خلعتُ سُترتها لتضعها على كتفيه و تخبره أن الجو بارد و سوف يمرض، لم يُعارِضها فهو لم يُصدّق ما الذي تفعلُه رُغم ما حصل هي تُفكّر بِه، شرِد قليلاً لتنقر على جبينه تُخبره "لا يُمكِنُك المرض و تركِي وحيدة، يجب أن أعتني بِك لأنجو" حطمت آمالُه بجُملة حتى ضحكَ بداخِلِهِ على تفكيره!

𖢇𖢇𖢇

في صباحِ اليومِ التالي استيقظت ميلا بتكاسُل دارت بعينيها نحو السّاعة لتحِد أنّها تُشيرُ للحادية عشر صباحاً مما جعلها تستغرِب لما لم تلحظ مينهو و هو ذاهِب للعمل، يبدو أنّها كانت مُتعبة.
استقامت بتثاقل لتمشي خارِج الغُرفة لتلمحه نائماً على الأريكة في غُرفةِ المعيشة لتذهب نحوه قاصِدةً إيقاظه؛ لتجد يرتجِفُ، انحنت لمُستواه تلتمِسُ حرارته حتى فزعت من سخُونتِه، اخذت بخطواتِها تجري نحو المطبخ لتصنع لهُ كمّاداتٍ باردة و بدأت بتبريد رأسِهِ حتى وصلت لرجليه لكنّها تأبى النّزول، ارتعبت قليلاً لا تدري ماذا تفعل ليس لديها هاتِف و لا تستطيعُ إسعافه، وقفت تنتشِله من مكانِهِ رُغم ثُقل جسده الا انّها قاومت فلم تجد خياراً غيره، أخذت تجرّه نحو الحمام حتى وصلت لحوض الإستحمام، شغلت المياه البارِدة و بِبُطئٍ بدأت تُبلله حتى انتفض من برودةِ المياه، شكرت الإلٓه أنّهُ استفاق و وقف بنفسِه، أطفئت المياه و أخذت رداء الحمّام لتُعطيهِ إياه، و اخبرتُه ان يخلع ملابِسه و يرتديه، لم يُعارض و فعل ما أمرت بِه حتى أكمل و نده عليها بصوتٍ خافِت لتُهمهم له بحنّيةٍ آخذةٍ إيّاه نحو الغُرفة، تحسّست حرارتهُ لتجِد أنها نزلت ف أخبرتهُ ان يرتاح حتّى تُعدّ له شيئاً ساخِناً، اوقفها صوته "لا أريد شيء! تعالي إستلقي بجانبي" استغربت من طلبِهِ لكنّها لبّته و استلقت بجانِبِهِ ما ان عدّلت وضعيتِها حتى دفن وجههُ بِصدرِها يهمِس "أنا مُتعب" أخذت تُمسِدُ على رأسِه حتى شعرت بأنفاسِه تنتظم لتعلم أنّه قد نام حقاً، جالت عينيها في الغُرفة قليلاً حتى وقعت عيناها على ورقةِ مُلاحظاتٍ على الرف خلف مينهو، انتشلتها بخفّة، ثم فتحتها لتقرأ محتواها،وجدت انّه دوّن إعتذاراً لها عن ما فعل، ابتسم خافِقُها قبل وجهِها هي لم تفهم لما هو لطيفٌ للغاية؛ ليس مُجبراً على ما يفعل لكنّه يُركّز على ابسط التفاصيل، شدّت على عِناقِه اكثر ودون ان تلحظ هي غفت معهُ، كان شُعورٌ الأمان الذي تشعُر بِه معه؛ لم تشعر بِهِ حتى مع أبيها! هو أيضاً لم يشعُر بالإحتواء من حبيبتِهِ قط! كان هذا أول حُضنٍ دافئٍ يشعُر بهِ مع شخصٍ غير أمّه!

𖢇𖢇𖢇

رَهيــنة  ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن