تحرر

24 5 2
                                    

باسم الله نبدأ🌹.

      عوالم لا أعلم حقيقتها، ظننت في بادئ الأمر انني اعلم ما يكفيني لأعيش، ولكني تعلمت درسا لن انساه طيلة عمري.

استطيع ان اعيش علي وجبة واحدة او وجبتين، ولكن ما تعلمته، اذا اهملت العلم ستجوع لا محالة فقد اقتربت نهايتك حتما ستلقى مصيرا لا يعلمه إلا الله.
أصبحت كالصخرة لا رجاء منك، فقط تنصاع لأي مؤثر حولها .

عندما سلبت عقولهم، كانوا ولا زالوا لا يعلمون الي الأن ان عقولهم قد سلبت بسبب جهلهم.
هم اعتقدوا انهم يمتلكون من المعرفة ما يكفيهم، ولكن من سوء حظهم ضعفت عقولهم عند المواجهة، فذبلت حتي صاروا كجذوع النخل، فقط يتحركون بدون اي هدف،  هدفهم هو غيرهم، كيف ندمر غيرنا؟
ما بالك !!!!!!!

كان أسمى يظن انه يعلم كفاية ليقيه من شر هؤلاء، ولكنه ولحسن حظه انه قد تم العثور عليه قبل فوات الأوان.
اعلم ان كل ما في الأمر يعتمد علي مدى استيعابك، اعتقد انك كفؤ لذلك، فقد امرني الحاكم بتعليمك جميع الأساليب، ولكن لا تفرح كثيرا، فأنت مهمتك ان تستنبط تلك الأساليب، كل ما علي فعله هو تمهيد الطريق، وعلي حسب ارادتك سنرى قدرتك.

ماذاااااااا؟!!!!!! أتمزح؟
هذه تعليمات سيدي، كل ما علي هو توجيهك، ولكن لما انت قلق هكذا؟, فقد تحدث عنك الحاكم بقوتك الهائلة علي الإستيعاب.
أهكذا قال جدي؟
ابتسامة سخرية، خيبة، فقدان للعزيمة؛ ثم تحدث قائلا: لما هو الوحيد الذي يظن انني استطيع فعل كل ذلك؟؟
اني انصحك نصيحة لا تتهاون بها فقط اجعلها هدفا لن تخذلك ابدا.

تحدث أسمى قائلا: وما هي؟
ما دام في القلب نية، وفي العقل رأي، وفي النفس عزيمة، ومعك متسع من الوقت، فكل شئ امكنك تحقيقه.
تحدث اسمى قائلاً: و لكني مشتت لا أعلم ما هويتي ولما يحدث ذلك معي؛ فقد كنت عديم النفع لا أعي اي شئ يحدث من حولي و إذ فجأة اجد نفسي في مكان لم يكن في ادراكي يوما ان اصل اليه، اصبحت متزوجا ولم يكن في استطاعتي الرفض ويكأني مكبلاً، تصارعت كل تلك الأفكار حتي ان عقلي اصبح مُجهداً، ماذا افعل؟ اني تائه، هل سينتهي كل هذا بسلام؟!
هنا تمكن اليأس من اسمى و اصبح المسيطر الأول علي ادراكه، اصبح مشتتاً لا يعي ماذا يفعل، و بعد لحظات ظهر الملسم امام اسمى؛ ثم تحدث بابتسامته المعهودة قائلاً: كيف حالك اسمى؟
التفت اسمى الي مصدر الصوت؛ فوجد ذاك الرجل امامه ثم تحدث قائلا: انت؟
انقض عليه اسمى للهجوم عليه و لكن تفادى الملسم ذلك الهجوم ببراعة؛ ثم امسك بعنق اسمى؛ ثم تحدث قائلا: ما بك لما هالة الحزن مسيطرة عليك لما كل هذا العناء؟ استسلمت لنفسك الضعيفة المتكاسلة اودت بك الي ذلك لم تعد تنصت لأي احد فقط المسيطر عليك تلك النفس الخبيثة استسلمت لها فجعلت منك قطعة تحركها متى شاءت و كيف شاءت، اصابتك بالضعف حتي ان قواك اصبحت خائرة، ان كنت تريد الانسحاب سأعيدك من حيث اتيت و لتكن مثل اتباع الناعقين، كن مثلهم فأنت الأن مثلهم.

كان اسمى ينصت مطأطأ الرأس منزعج من نفسه، اهو حقا مستسلم لنفسه و لما يلقبه بتلك الألقاب، تحدث اسمى مدافعا عن نفسه قائلا لست كذلك انا فقط لا اريد ان افعل ذلك و لست مهيئا لفعل ذلك.

تحدث الملسم قائلا: حتي انها هي من اصبحت تتحدث عنك، حسناً، سأعيدك تلقي نظرة علي ما يحدث الأن.
رجع اسمى الي قريته مرة أخرى، احس بالسعادة للرجوع الي وطنه؛ ثم ذهب الي بيته لينال قسطاً من الراحة، و لكنه لم يستطع افكاره تهاجمه تجعله منغمسٌ في التفكير اكثر، يفكر في مصير هؤلاء، زوجته لم يكن في حسبانه يوماً انها ستكون من ضمن افكاره شعر معها بالسكينة لم ينكر ذلك، كان يظن انه سينال الراحة بالرجوع و لكن اصبح اكثر سوءا.
داهمته الأفكار حتي نام.

في صباح يوم جديد خارج بيت اسمى كانت وجهته زيارة العجوز، و بينما يسير في الطرقات و جدها خربةً تشع منها الخبث و الكراهية كما  اهلها، اهلها اصبحوا ضعفاء يمشون كما العجزة و بعضهم متكاسل، ابصارهم غائرة ينظرون الي اللاشئ، هنا ادرك اسمى لما كان عليه يجاهد كي لا يدعهم في تلك المأساة.

توجه اسمى الي بيت الرجل العجوز طارقاً بابه؛ فوجد الباب مفتوحاً، نادي اولاً علي من في البيت ليرى اهناك احد ام لا، ادار جسده الي الناحية الأخري فأصبح ظهره الي الباب، و كان علي وشك ان يطعن الي ان انقذه منها الملسم؛ ثم اخذه الي ارض الفراغ(الصحراء) ثم تركه هناك وحده و قبل ان يتركه قال: عليك ان تخلص نفسك لم يعد يجدي هربك؛ ثم اختفى.

ظل اسمى يصرخ بأعلى صوته ينادي عليه و لكن لا جدوى من النداء و لا احد يجيب، بعد مرور وقت من الزمن، جلس يفكر اسمى حتى غاص في اعماقه فوجد هناك رجلاً يألفه، من هذا الرجل؟ ولما يضحك؟
و جد اسمى نظرة الخبث و الكراهية تشع من ذاك الرجل.

تحدث اسمى قائلاً: من انت؟
تحدث الرجل بضحكة عالية: الم تعلم من انا الي الأن؟ انا انت و انت انا، كلانا يوجه نفس المصير، محتم ان نعيش هكذا، عليك الخضوع هذا مصيرنا لابد من استسلامنا.
لبرهة كاد ان يخضع اسمى، و لكنه تذكر كلام الملسم عندما قال: تلك نفسك الخبيثة هي من مكنت منك اليأس و استسلمت لها جاهدها كي تخرج منها بسلام و الا هلكت و مصيرك مثلهم، الأختيار بين يديك.

كانت معالم الصدمة تحتل وجه اسمى؛ ثم صاح في ذاك الرجل قائلا: لا لن استسلم، قد كنت سبباً لما نحن فيه اتبعتك و سرت علي نهجك و جعلتك القائد و لم اهتم يوماً في صلاحك و صلاحي، لقد حان الوقت للتحرر.
خرجت طاقة هائلة من اسمى جعلت المكان ضياءاً حتي عاد الي المملكة مرة اخرى؛ ثم تحدث قائلاً: مرحباً، لقد ولد اسمى من جديد لقد حان الوقت................يتبع.
# بقلم ابراهيم سامي.

مملكة الزعابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن