مُـفَـاجَـأة مُـدهِشَـة

723 37 2
                                    

-فِي الغَابَة-

-يَجلِس الغُرَابيِّ مَع حَبِيبهِ الأسمَر أمَام بُحَيرَة جَمِيلَة يُنَاظرَان الطَبِيعَة الخلَابَة ليَنهَض الأسمَر وَيقِف علىٰ مَقرِبَة مِن فَاتنهِ-

"فَاتنِي هَل يُمكنكَ أن تَقِف وَتُغمِض مجَرتَيكَ لبِضع دقَائِق"

-يُنَاظرهِ الغُرَابيِّ مُومِئاً برأسهِ ليَقِف أمَام أسمَرهِ مُغمِضاً عَينَيهِ-

-يَبتَسِم الأسمَر مُخرِجاً مِن جَيبهِ العُلبَة ليَنحَنِي علىٰ رُكبَتهِ فَاتِحاً العُلبَة ليُتَمتِم-

"فَاتنِي لتَنظُر بِمجَرتَيكَ الآن"

-يُفرِق الغُرَابيِّ بَين جِفنَيهِ ليشهَق بخِفَة وَاضِعاً يَدهِ فَوق ثَغرهِ بينمَا عَينَيهِ تَفِيضَان بَألمَاسَاتهِ كَأنهَا مَطرٌ شَدِيد-

-يتحَمحَم الأسمَر رَادِفاً بِـنَبرَةٍ حَنُونَه وَإبتسَامتهِ مَازَالت قَائِمَة-

"يَا قمَرٌ أضَاءَ عَتمَتِي وَقَام بهِدَايَتِي، يَا أمِيرًا تربَع علىٰ عَرشِ خَافقِي، يَا مَن يَخفِق لَهُ أيسَرِي، هَل تَقبَل بِي كَزَوجٍ لكَ وَتُصبِح تَحت كِنيَتِي يَا فَاتنِي؟ "

-يُومِئ الغُرَابيِّ بينمَا ألمَاسَاتهِ تَستَمِر بالسقُوطِ ليَرتَمِي دَاخِل أحضَان أسمَرهِ الَذِي أحَاطهُ بشِدَة مُقبلاً جَبينهِ ليُمسِك الأسمَر يَد حَبيبهِ وَزَوجهِ المُستَقبليّ وَاضِعاً الخَاتَم بِهَا مُقبلاً إيَاهَا برِفق-

-بَعد مُرُورِ بَعضِ الوَقتِ علىٰ الحَبِيبَان مُتنَعمِين بدِفئ أحضَانهِمَا وَمشَاعرِهِمَا يَردُف الغُرَابيِّ بِـنَبرَةٍ سَعِيدَة بينمَا يَدثِر رأسهِ بِصَدرِ الأكبَر سِناً-

"لقَد وَافَق أبِي علىٰ عِلَاقتِنَا تَايهِيُونغِي!"

-يَبتسِم الأسمَر وَيَحنِي وَجههِ مُقبلاً جَبِين الأخَر مُتَمتِماً-

"سَعِيد لِسمَاعِ ذَلِكَ فَاتنِي"

-يُكمِل الغُرَابيِّ حَديثهِ-

"وَأيضاً سَنأتِي لزِيَارَتِكُم بَعدَ غَدٍ أسمَرِي"

-يَخرُجُ مِن فَم الأسمَر "أوُه" ليُهَمهِم لصَغيرهِ رَادِفاً-

"رَائِع فَاتنِي وَنَحنُ سَنكُون بإنتظَارِكُم"

-يُعَاوِد الصَمتُ مُخَيماً علىٰ المكَانِ وَيُعَاوِد الحَبِيبَان التنَعُم بدِفئِ بَعضهِمَا بهِدوُءٍ مَع صَوتِ الطِيُور الجَمِيل وَمَظهَر البُحَيرَة أثنَاء غرُوبِ الشَمسِ-

-بَعدَ مُروُرِ بَعض الوَقت-

-يَردُف الأسمَر قُرب أذُنِ الأصغَر-

"هَيَا فَاتنِي لنَعُود للقَصرِ وَأيضاً ستَبِيت لديّ اللَيلَة وَلَا يُوجَد إعترَاض"

-يُقَهقِه الأصغَر مُومِئاً برأسهِ ليكَاد يَقِف وَلَكِن يَشهَق حَالمَا شعَر بِأسمَرهِ يَحملهِ بَين ذرَاعَيهِ بِكُل سهُولَةٍ ليَدثِر رأسهِ بُعُنقِ الأكبَر سِناً مُغمضاً عينيهِ بِرَاحَةٍ شَاعِرًا بِكلَاهِمَا يَرتَفِعَان عَن سَطحِ الأرضِ-

-بَعدَ عِدَة دقَائِق يَشعُر بهبُوطهِمَا ليُخرِج رأسهِ مِن عُنُقِ أسمَرهِ مُنَاظِرًا القَصر بينمَا يَسِير الأكبَر بِخطوَاتٍ مُتَزِنَة وَوَاثِقَة دَالِفاً لِدَاخِل القَصرِ-

-ليصعَد لِغُرفَتهِ حَامِلاً صَغِيرهِ مُتجَاهِلاً نظرَاتِ الخدَم المُندَهشِين ليدلُف لدَاخلهَا وَيقتَرِب مِن الفِرَاش وَاضِعاً الأصغَر فَوقهِ برِفق-

-يتبَع..-

الـجَـحِـيــم||vkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن