فأردف السيد مراد وهو ينظر إلى السيد محمد ووالدي: إن عماد يريد رؤيتكم..
_ لما؟، أردف بها السيد محمد الذي وقف بغضب.
ليقاطعه والدي: إهدئ يا محمد لنعرف ماذا يحصل لا تتسرع!
الجميع في صدمة من تصرفهم.. الأجواء متوترة جداً..
أعلم أن هناك صداقة جمعتهم هم الثلاثة بالإضافة إلى السيدة سعاد وأمي وأم حسام ومراد ولكن لما لا يطيق السيد محمد ذكر إسمه حتى!
وأبي لما أصبح علاقته معه أسوأ من قبل؟ السيد عماد شخص طيب لم أراه يوماً يؤذي أحداً على عكس إبنه الحثالة..
تنهد أبي ووجه نظره إلى مراد ليكمل كلامه..
فأردف: عماد يريد رؤيتكم هذا طلبه الأخير منكم أنتم الأربعة.. ومني وخصوصاً أنت يا محمد!
زمجر السيد محمد بغضب وأردف: ما الذي تقوله يا مراد؟ هل تريد مني الذهاب لذلك الحقير أنا لا أطيق رؤيته حتى!
تدخل أبي وأردف: لن يطلب منك المجيء عبثاً يا محمد بالتأكيد هناك شيء..
_ أجل هناك شيء... شيء أهم من المشاكل التي بينكم يا محمد شيء لو لم تتنازل سيبقى الندم ينهش بك.. عماد على فراش الموت يريد مقابلتكم طلبه الأخير أن يرى أصدقاء طفولته.. أعلم أنه أخطئ وخطأه لا يغتفر.. أعلم حجم الخذلان الذي أصابك من فعلته وأصابكم جميعاً.. لكن من المستحيل أنه لا يوجد سبب لفعلته!
أردف بها مراد، لتقف أمي وبالكاد تتوازن جسدها يرتجف عيونها على وشك البكاء، تقدمت منها لارا لتسندها فأردفت بصوت مرتجف: ما الذي تعنيه بأنه على فراش الموت يا مراد!
بحق الإله أمي بالكاد تتماسك أعصابها وحتى الخالة سعاد التي تنظر إليهم بصدمة والدموع في عينيها! وأنس الذي يربت على كتفها..
سام ينظر إليهم بهدوء! تقى المصدومة من ردة فعل والدها و...
السيدة مارسيلين!
لماذا تقف بهدوء وكأن لا شيء يحصل؟
أردف مراد بعد أن رفع رأسه للسقف وتنهد بعمق: ما الذي أعنيه ها؟ دخل عماد المستشفى منذ أسبوع عضلة القلب لديه ضعيفة لا بل ضعيفة جداً قال الأطباء أنه لن يعيش طويلاً إن بقي على هذا الحال... وكلامهم ليس وهماً بل واقعاً! عندما زرته في المشفى أنا وحسام كانت حالته أكثر ما يقال أنها سيئة رأيت الحزن والإنكسار في عينيه قال لي أنه يريد توديعكم هو يعلم أن موته قريب هو يشعر بذلك... أخبرته أنني سافعل كل جهدي لأصلح الأمر أو على الاقل تسامحوه ... لما هذه الحياة هكذا؟ لما لا نعيش بسلام كما كانت طفولتنا!
أردف بها بضيق واضح... الجميع مستاء.
أمي أصبحت تبكي ولارا أيضاً.. الخالة سعاد إزداد بكاؤها تقى تبكي بصمت.. ملامح الحزن خيمت على الجميع أبي بالكاد يتماسك.. حسام ينظر إلى الجميع بإستياء وألم كذلك سام وأنس.
أنت تقرأ
" December " دٍيَسِمًبًر ~♡
General Fiction~ ذكريات الماضي لا نستطيع إنتزاعها من عقولنا خاصة عندما نتشاركها مع من نحب. لكن ماذا سيحصل لو كان هذا الماضي مؤلم؟ سيكون مشكلة يصعب التعامل معها، فهو يؤثر على الحاضر ويلطخ المستقبل. الجميع يتمنى نسيان ما يؤلمه! لذلك كل شخص يجبر نفسه على أن يتناس...