حول جبال سالتون || مذكرات : مربع البقاء

الفصل 2 || Chabter II

"اليوم الثالث"

 استمرت أيامي بالتتابع و تشابهت الأيام نوعا ما فكل صباح تتشابه نفس العادات مع الأيام السابقة فمشيت حول المخيم ابحث عن شيء مجهول أو غائب عن ذهني فسمعت غرغرة بطني فتذكرت ان المؤونة لن تكفيني إلى الأبد فهرعت مسرعا إلى حقيبتي فأحصيت ما فيها من مؤونه همممم.... لدي وجبتان غداء و بعضا من اللحم المجفف ربما سأكله لوجبة خفيفة و أيضا بعض الفواكة المجففة لنرى كم بقي من الماء، لدي كمية قليله ربما تكفيني لليوم و نصف الغد ،بعدها استمر التفكير يجول في عقلي فتذكرت قائلا بصوت عالي "الكتاب! الكتاب! " كتاب جدي الذي يحوي اسرار الحياه في الخلاء فأدخلت يدي مرة أخرى في الحقيبة بحثا عن الكتاب و بينما أفتش هنا و وهناك دار حوارٌ كئيب بيني وبين ذاتي: لقد اعتدت أن أعيش بمفردي وأن أتصرف في أشد أيامي صعوبةً وأنا ايضًا وحدي فلا جدتي ولا والدي لهما وقت لي ،هذه حياتي نشأت هكذا أعلم أن والدي لا يقدر أيًّا مما أفعل ولا يهتم لما أُحب لكن لا يهم لا بأس فعلى الأقل جدي قد أعطاني هذا الكتاب ولو بصورة غير مباشرة اها لقد وجدت مخرجي من هنا:بيدي اليمنى اقلب بين صفحات الكتاب ويدي الأخرى على رأسي احكه بها وعيناي تلمعان بحثًا عن حاجتي بين وريقات هذا الكتاب ماذا!حيوانات،صيد،برية! إنها فرصتي يبدو أنني وجدت فكرة رائعة كل ما أحتاجه عقلٌ صاحٍ وبطنٌ جائع وأملك الإثنان، حسنا سأضع المهام و ارسم خططي قبل شمس الظهيرة لدي طريقة لإخراج المياه الجوفية من بطن الأرض و لدي فخاخ ربما سأستفيد منها ،لنبدأ بالماء لنمشي على ما هو مكتوب بحذافيره خذ قطعه من شجرة مشابهة لحرف"Y" بالإنجليزية و حدد منطقة تتوقع ان يكون ببطنها مياهاً ، امسك العصا بزاوية ٤٥ درجة و امسح المنطقة حتى تنحني تلك العصا فهنا تجد كنزك من سر الحياه 

نفذت الخطة و لكني لم اجد ما اريد في منطقة المخيم فمشيت مبتعدا و أنا امسح الأرض إلى ان وصلت منطقة قريبة من سفح الجبل مبتعدا عن المخيم نصف كيلومتر تقريباً فهنا بدت صحة اختياري لهذا المكان فعندما يهطل المطر تتجمع المياه اسفل سفح الجبل و بعد فترات تنشأ في نفس المنطقة مياه جوفية. 

استرحت و أخذت كمية من الماء من بئري الصغير الجديد و عبئت قنينة الماء و رجعت إلى المخيم وقد تناولت الغداء ،أخذت قيلولة بسيطه إلى مطلع العصر و من هنا بدأت بالتفكير لوضع الفخاخ للأرانب و الطيور تمنياً مني ان اجد بعض الحيوانات قد وقعت في مصائدي غدافقد وجدت الماء و ما تبقى الان هو الطعام ، بينما قد تناولت العشاء المعد من تفاحة قد وجدتها عندما كنت اجمع الحطب من الشجيرات معها بعض اللحم ...رأيت أنواراً تسطع في الأفق و صرخات تنادي ساردلهود! ساردلهود!...