حول جبال سالتون || مذكرات : مربع البقاء

الفصل 4 || Chapter IV

أشرقت شمس صباح فصلنا الجديد
‏بعد ليلةٍ قد اعددنا فيها من الراحةِ ما يمكن لخوض
‏معركتنا القادمه ،ها نحن ذا... عقب احداثٍ قد استرسلت
‏في ادمغتنا الاحاديث العميقة منها والمختلطه بين مشاعر الحماس والخيبه ، متجددين بطاقاتنا مروحين عن افكارنا
‏منطلقين بأقدامنا نحو جبال "سالتون"؛ نحن معاً انا ساردلهود ،نيوت ،سباركي ،و وندي
‏بصوتٍ واحد نعلو بأهازيج القوة والاراده
‏متنقلين بين هضبة واخرى بالقرب من هدفنا بواقع كيلو متراً واحداً ،سامعين وقع اقدامنا بين الصخور مع تنوع خامات اصواتنا بين الناعم والخشن بين العالي والمنخفض -اوقن بأن هذا هو مسير العظماء مسير الذاهبون لأحلامهم- ... قررنا التوقف قبل التوغل بين الجبال
‏لأننا قد استعملنا بالفعل جزءاً من طاقتناوهذه الجبال تحتاج لطاقةٍ كامله تعين راكبها على التسلق، فالحركه على الارض المستويه ليست مثل الحركةِ نزولاً وصعوداً بين هذي القمه والقمة الاخرى ، فالفارق بين هذه وتلك انك تسير عكس الجاذبيةِ الارضيه فتحتاج الى قوةِ مضاعفه لتنجح الامر...

‏اخبرني نيوت بهذا والا انا من اين لي بهذا...

اتممنا تزودنا بالمؤونه واخذنا قسطاً من الراحه وبدأنا بالتخطيط السريع ومراجعة خط المسير  فسرنا وكنا نمشي بحذر شديد ،لعلمنا بأن هذه الجبال لا يسكنها الساحر فحسب انما الكثير من الكائنات الحيه التي يروق لها العيش في هذه البيئه المليئة بخضر النباتات وتنوعها وكثرة الثغرات الارضيه التي تهيئ عشاً للارانب او ايضاً لبعض انواع الافاعي الصغيرة منها والكبيرة أيضاً..

-شيئا يتحرك بين الشجيرات-
‏وجّهنا انظارنا سريعاً نحوها ،لحقنا به بسرعه لا نعلم ما هو ، يمكن ان يكون الساحر نفسه او ربما ظبي سيكون عشاء الليله

،لاحقنا هذا الشيء حتى وصلنا الى منحدر بأسفله نهر مياهٍ صافٍ لم نرى له شبيه والغريب في الامر ان الاشجار لا تغطي هذه المنطقه من الجبال فكان منظراً آسراً للأعين داهشا للوعي بإنعكاس اشعة الشمس على المياه فكنا على زاوية الانعكاس تماماً فارتسم امام ناظرينا حلقاتٌ من لون الذهب "كانت اشعة الشمس" واذا بصوت ينادي شبيه لصوت نيوت ،انه نيوت بلا شك انه هو ينادي بأعلى صوته يطلب المساعده هرعنا جميعنا لمساعدته وكان قد بدا مبتعداً الى وسط النهر... لحسن الحظ كان لدينا حبالٌ معقوده قد اعددناها مسبقاً للنزول من اعالي الجبال الى قاع الوديان ،فألقيناه سريعا لنيوت -ماسكاً به- ،ولثقل وزنه انزلق الحبل من يده ! ،و ما زاد المشكلةَ اضعافها ان نهاية النهر متصله بشلال عميق .... صرخت وندي تنادي بأعلى صوتها المليئ  بالانهيارات الداخليه مردده "هذا هو الشلال هذا هو" مرت على راسي نسمةٌ حاره معيدة صدى صوت نيوت وهو يذكر لنا قصة هذا الشلال في السمر " سمعت جدتي ذات مره تذكر شلالاً تخاف منه كل الحيوانات لسبب ما لا اعلم ما هو ولكن ما ورد عنه فالاساطير ان المياه بها ارواح شريره تسكنها منذ القدم " تجاهلت امر الشلال وفكرت
‏سريعاً متجهاً للحقيقه التي اعلمها "نيوت والرفقه كلهم مسؤوليتي" -ملقياً بنفسي في النهر- تاركاً حقيبتي واصدقائي خلفي اما ان اعود بنيوت واما لا نعد ابداً