الفصل 3 || Chapter III

10 4 0
                                    


-يوم عاصف-


 طلعت شمس صباح اليوم الرابع ،الرياح هادئة، المرياح ثابت (جهاز قياس سرعة الرياح) ،ولكن الغيوم كانت مغطاه بلون الركام، فعلمت حتماً وما لم يكن في الحسبان ان هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفةِ حرفياً. "" البارحه ""بدت الانوار تقترب ،الصرخات تتضح اكثر فأكثر الى ان تعرفت على هذي الاصوات فبدأت الاصوات تنادي هناك وصوتي المجاوب"نيوت" ،"سباركي" ،"وندي"لقد كانوا اصدقائي القدامى لم اتوقع مجيئهم ، فبدأ في وجهي التعجب و لكنني ايضا فرحٌ برؤية اصدقائي ، ،صديقي نيوت الشاب النحيف صاحب الافكار المجنونة و، صديقي سباركي و الذي اخذ من اسمه نصيب ففعلا هو مثل الشرارة ماهرٌ في صناعة المفرقعات اما الاخيره فهي صديقتي ويندي كانت الاذكى و الاحكم بيننا ، قد وصلوا الى اعتاب المخيم متعجبين مما راؤوه فسدد لي سباركي لكمة مفاجئه تكاد توقعني من قوتها قائلا عبارة بمعناها لما لم تشركنا في هذا، تبادلنا اطراف الحديث و علمت بأنهم كانوا يبحثون عني منذ الصباح و اتفقنا ان نعيش هذه المغامرة معاً فكلنا نتشابه نفس الحياه و نفس المصير بعدها حاولت انهاء الحديث لان الارهاق كان واضح على اصدقائي فوددت ان ينالوا قسطا من الراحه و نكمل ما بدأناه في الصباح 


مثل ما توقعت فقد زادت الرياح ضراوة فهرعت لايقاظ اصدقائي ،صحوا من النوم متعجبين مما يروه فكانت الرياح تعصف و الشمس مختفيه وراء الغيوم فنحن في الصباح و لكننا لا نرى الضوء اقترحت ويندي بأن نبدأ بجمع الاحجار لتثبيت الخيمه و نحتمي بها فرأينا سباركي يركض مسرعا فهممنا بالركض وراءه نفذنا الخطة و احتمينا بالخيمة الرياح تعصف بالخارج ، والامطار تهطل بغزارة و نحن بالداخل نتحدث فقال نيوت لما لا نحفر حفرة و نحتمي في الارض فكانت ويندي الى يمينه و كان سباركي الى يساره فسددا له كفاً على مؤخرة رأسه يعم الصمت بيننا تارةً و ترتفع اصواتنا في تارة اخرى و نسمع الرعد ونتأمل صوت المطر معه الى ان هدأت العاصفة ،استمرت زخات المطر الى نهاية اليوم وبهذه الحاله لم نستطع الخروج ولكن لحسن الحظ ان رفقتي قد جلبوا بعض الطعام ، 

-احزنتني حقاً مصائدي التي صنعتهافمع توالي الاحداث غابت عن ذهني ولم اتحقق منها ان كانت فعالةً ام لا-


⁃زائرنا الغريب -

 هب نسيم ما بعد المطر ،اخذت منه نفساً عميق افاض بصدري شعوراً عظيم من الراحة والاطمئنان و شاهدت نيوت يخرج ليتحقق من المخيم باسماًمهرول فوجده في وضعٍ كارثي لم ينطق بحرف بلا ابداً ولكنني قد تبينت من ضم يديه خلف رأسه جاثياً على ركبتيه وملامح اليأس ممزوجة بإنطفاء البسمه من على وجهه، قام سباركي و وندي من مكانيهما وعيناهم تتسع بعد نومة عميقه ،ليروا ما قد وقف نيوت متعجباً منه ،... هذا ما حدث قبل نصف ساعه تقريباً اما الآن فنحن جالسون بالقرب من الخيمه غير مكترثين للتراب الموحل تحتنا ، ولا لأي شيءٍ حرفياً ، وجه سباركي انظاره باتجاهي وبدأ بهمهمهفقال: ساردي -موزعاً انظاره على البقيه- "ماذا لو بدأنا بإعادة بناء مختلفه ،بدقةٍ متناهيه تمنع هذه الكارثه ان تحصل مجدداً ،فمعنا وندي واعتقد ان لديها بعض الافكار ،نيوت لديه ايضاً خبره من العمل مع والده في البناء ، وانت ايضاً لديك مهارات العقد والربط وارى جيداً ربطاتك المتقنه فالقطع المنتثره مقتلعةً من الارض ولكنها مترابطه ببعضها ...فماذا تقولون يا رفاق؟!" نظرنا الى بعضنا وفجأه!!! قاطعنا ظل طويلٌ على الارض ، وجهنا رؤوسنا جميعاً الى السماء لنجد كهلاً طويل الشعر يحدق الينا بنظره الضيق عابساً وتحت عينه اليمنى وشماً ما غريب و يسأل، 

"ماذا ستحضرون للغداء اليوم؟" 

وقفنامتعجبين ،فإنزاح عبسه وحلت بسمةً مشرقه على وجهه موجهاً سؤالاً اخر "ألن تأكلوا اليوم؟ألستم بشر؟ "اجبنا بعدم المعرفه وبدأت بالمحاوله في التحدث معه بحذر ، فلم استطع اخراج منه اي اجابه، فكان الجو غامضا لم نعرف من هو ومن اين اتى او حتى ماذا يريد،قرر في النهاية بالانصراف فمشى قليلاً ثم التفت وقال " لذا عندما تبلغوا اكليل النرجس ،تبينوا ان ما بالامس تجدوه عند الصباح " ابتعد قليلاًثم بدأنا بالضحك الشديد والصرخات المشتعلة في الافق - ماذا يقول هذا الخرف - كنا جميعاً نضحك الا نيوت فقد كان مندهش متيبسٌ في مكانه ، هزه سباركي ليخرجه من صمته ،فنطق"مذكرة بحر السراب" قلنا "وما بها" الوشم الذي تحت عين الكهل موجودةٌ هناك ... سمعنا ما قال ،تسمرت ادمغتنا كما لو انها بخزان ماءٍ في القطب الجنوبي، كيف يمكنأن يحدث هذا... كيف لها ان تكون من الصدف هذا لا يعقل ،قال سباركي ربما كانت احد كتبه السخيفه سبباً في اعياء عقله وبدت تتشابه عليه الامور ردت وندي بإستغراب  ،هل تحسب نفسكصديقاً وفياً عندما تصفه بهذا الكلمات، تدخلت بالفور : ما بكم يا رفاق ،لما كل هذا الجدال،لنبحث عن الكتاب ونحل امر صديقنا هذه هي، ذهبنا لنجلب الكتاب لكن ايضاً وضع نيوت لم يكن جيداً في ذاك الوقت فكنا نوجه الاسئله ولكنه يرد كما لو انه لا يجيد استخدام عقله ،بحثنا في حقيبته ولم نجد شيئا ،مسحنا المنطقةَ كاملة ولم نجد الكتاب ولا اثراً له، حينها تكلم نيوت وقال لم يكن الكتاب هنا بل في منزل جدتي ،كلناشعرنا بالقهر يسبر احشاءنا لأن جدته تسكن خلف جبال سالتون ،(جبال الارواح،سميت بهذا الاسم على ساحرٍ كان يعيش على هذه الجبال ويمارس شعوذته فيها)  ففكرنا ملياً وسألنا نيوت عدة مرات عن الكتاب والوشم ،بعدها اضافت وندي ماذا كان يقصد الكهل بـ " لذا عندما تبلغوا اكليل النرجس ،تبينوا ان ما بالامس تجدوه عند الصباح "، هممت مفكراً في محاولة فهم وترتيب الامور والاحداث ضللنا نتناقش في الامر وتشتد بيننا بعض اللحظات من النقاش الحاد ونسأل نيوت لنرى ان كان يجب ان نخوض هذه المغامرة الخطيره ام لا... نعلم جيدا أننا إذا مررنا بهذه المغامرةمن الممكن ان نتعرض لأي شي فكمااخبرنا نيوت ان المشعوذ الساكن في هذه الجبال مجهولٌ امره فلا احديعلم ان كان ميتاً ام حي!!ونحتاج ان نتوقف عن المسير في وسطهذه الجبال لا يمكننا المسير في يومٍواحد !! ، "اذن سنضع قرعه ان هذه المغامره تستحق الخوض ام لا ،ربمانجد شيئا سنندم ان ضيعناه ؟!و ماذا لدينا اصلاً لنخسره هنا ،...نحن نثق بصديقنا نيوت ونؤمن بأن الصدفليست مجرد صدف عابره وخصوصاًمثل هذه الصدف هيا بنا !صوت بالقبول هنا وهناك حسناً حسمنا الامر" ،اثرت بهم كلماتي قليلاً فبدأت بالتفكير ماذا لو حدث شيئا ما ،سأكون انا السبب ، ثم يرتفع صوت وندي قائله سنشترك جميعاً في هذا القرار لذا سنكون سنداً لبعضنا في هذه المهمة الصعبه ،وقفت انظر الى وندي نظرةً يملؤها كل الشكر والاحترام فقد القت عن كاهلي عبئاً من التفكير، وما لا يعلمه الجميع بإستثناء وندي اني اعاني من التفكير المفرط وربما كان هو السبب في بداية الامر كله... قد جهزنا كل ادوات الاستطلاع وصنع سباركي بعض القنابل الصغيره وكان يضحك بطريقة مجنونه ،فهذا حاله عندما يبدأ بفعل شيئٍ يحبه، ووندي بدورها قامت برسم خريطه لكي لا نتوه ونجلب لأنفسنا المتاعب ،اوكلنا لنيوت مهمةً بسيطه بتجهيز المؤونه والتفكير اكثر و تخمين ما يمكن ان نواجه في هذا الطريق لنكن على استعداد لأي امر ،وسلموا لي راية القياده لثقتهم بي ؛ 

حول جبال سالتون  || مذكرات : مربع البقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن