الفصل السابع: زوبعه في فنجان

10.1K 248 2
                                    


اخذت هارييت تحدق بسماعة الهاتف فى يدها كأنها تحولت إلى افعى سوداء.
تلفظت بالكلمات بعناية فائقة" جدى... انت قادم إلى المعرض ...فى البارسيفال؟ ".
رد عليها جورجى فلينت بشئ من انعدام الصبر" هذا طبيعى لابد ان روان اخبرك انه قام بدعوتى".
ارادت ان تصرخ ( لا لم يخبرنى روان شيئا لاننى لم اره منذ...عندما وصلتنى الدعوة قطعتها إلى قطع صغيرة ورميتها فى سلة المهملات.
" لكنك تكره لندن".
" نعم لكن هذه مناسبة مميزة انها الليلة التى نكتشف فيها جميعا ان كان ايمانك بموهبة زوجك مبرر لابد انك تشعرين بالتوتر".
قالت هارييت بصمت" ليس قبل ان اتلقى هذا الاتصال".
اكمل جدها بلطف" أضافة إلى ذلك أود ان ارى سير زواجكما هذا امر مهم بالنسبة لى انا متأكد من ادراكك لهذا الامر".
بكلمة اخرى لم ينتهى سجنها بعد! شعرت هارييت بالم حاد فى معدتها اعلمها جدها انه يود رؤية الانسجام الزوجى بالأضافة إلى اللوحات.
هذه نكتة مثيرة للغثيان...وهي بالطبع لم تضحكها أبداً.
قالت ببرود" نعم بالطبع هذه مفاجأة جميلة يسعدنى تنأول العشاء معك فى النادى الذى تملكه اتناسبك الساعة السادسة والنصف؟".
" نعم أود ذلك عزيزتى"
ثم اغلق الخط غاصت هارييت فى الاريكة واخذت تفكر باضطراب" آه يا الهى ما عساى افعل الآن؟ نهار سئ آخر فى العمل والآن هذا..."
الامر الوحيد الذى يمكنها فعله الآن هو التحدث إلى روان يجب ان تتحدث اليه مهما بدا الامر موجعا يجب التوصل إلى اتفاق معه والا سيتحول مستقبلها وخططها بشأن جريس ميد إلى حطام.
لكن هل سينظر روان إلى الموضوع من هذه الزأوية؟ شعرت بالانزعاج لانه تجاهل رغبتها بتجنب الاتصال مع جورجى فلينت.
لكنها من جهة اخرى لا تدرى من الذى بادر بالاتصال بالآخرأولا فهما رجلان يملكان حرية التصرف.
بدأت هارييت بصعود الدرج الحديدى وكان باب المحترف مغلقا.
طرقت بقوة على الباب وانتظرت.
ان كان روان مع عشيقته سيحصلان على فرصة لارتداء ملابسهما اخذت تقأوم الحزن العارم الذى اجتاحها.
فتح الباب على الفور اطل روان حافى القدمين مرتديا سروال الجينز البإلى والقميص الزرقاء القديمة حدق بها للحظة.
بدا وجهه خاليا من التعبير وهو يقول ببطء" هارييت... ما الذى تفعلينه هنا؟".
"آسفة ان كنت قد جئت فى وقت غير مناسب, لكننى فى حاجة إلى ...التحدث اليك, ان كنت لا تمانع".
" بالطب! انا... لم اتوقع ...لكن لا مشكلة تفضلى بالدخول".
نظرت هارييت حولها عندما دخلت وقالت
" آه تم نقل اللوحات كلها تقريبا".
تم نقلها على مراحل خلال الاسبوع الماضى. لكن...بالطبع كيف لك ان تعلمى؟".
" مع ذلك ما زلت تحتفظ بتلك اللوحة الغاضبة المعلقة فى مطعم لويجى ظننت انك قمت ببيعها".
تقدم روان ووقف بجانبها ثم قال" لقد تم بيعها غدا سيتم تسليمها اتجدين انها تظهر غضبا؟ انت شديدة الملاحظة".
ادركت مدى قربه منها مع ذلك ترددت فى الابتعاد عنه
قالت بنبرة عادية" هذا صندال جميل وباهظ الثمن لابد ان مالكته حزنت لخسارته".
قال بنبرة ساخرة" كانت امور اخرى تشغل بالها آنذاك لكننى واثق ان زيارتك لا تهدف إلى مناقشة اعمإلى الفنية ودوافعها اتريدين فنجان قهوة؟".
استدارت مبتعدة واضعة بعض المسافة بينهما
قالت بشئ من الحدة" لاشكرا هذه ليست زيارة اجتماعية".
ربما ينتظر صحبة ما نظرة سريعة على المكان اظهرت لهارييت ان الفوضى التى شاهدتها فى الزيارة الأولى قد اختفت مع اللوحات بدا المكان نظيفا مرتبا والسرير مغطى بغطاء ابيض.
أضافت" افضل الوقوف".
" كما تشائين".
راح يراقبها واضعا يديه على خصره لم يلق سوى نظرة ساخرة واحدة على تنورتها التى ترتديها للعمل قبل ان تتحول نظرته إلى عبوس ما ان لاحظ انها لاتضع خاتم الزفاف.
" ما المشكلة عزيزتى هارييت هل خالفت احد البنود الهامة وغير المنصوص عليها فى الاتفاق؟".
" نوعا ما اكتشفت لتوى ان جدى سيحضر افتتاح معرضك هو يتوقع رؤيتنا معها كأننا حقا متزوجان"
" نحن بالفعل متزوجان بالرغم من رفضك وضع خاتمى فى اصبعك اتريدين ان انشط ذاكرتك؟".
للحظة بدأ جسدها يرتعش بشوق عارم عليها مقأومة هذا الضعف المدمر,
رفعت ذقنها وقالت بتحد" أود بالفعل ان تختفى نهائيا من حياتى لكنك جعلت ذلك مستحيلا".
" ليس بالضرورة, انا اخطط للعودة إلى اليونان اتكتفين بهذا القدر من البعد؟ ام تفضلين اختيار مكان آخر...فى استراليا مثلا؟".
اليونان؟ شعرت هارييت بالدوار روان سيرحل؟ ان رحل قد لا تراه مجددا.
قالت ببرود" الآن همى الاساسى يرتكز على اجتياز الاربع والعشرين ساعة القادمة دون ان نطيح باتفاقنا لم اخطط لحضور الافتتاح لكن الوضع اختلف الآن".
تجاهلت الكلمات التى تمتمها بلغته الام واكملت باصرار" يجب علي الادعاء اننا انا وانت...على علاقة لا استطيع القيام بذلك وحدى احتاج إلى ...دعمك".
قال روان ساخرا" عزيزتى هارييت هل اتيت لتطلبى منى خدمة؟ انا بالفعل مندهش".
" لو ابقيت على مسافة بينك وبين جدى كما طلبت منك لما وجدتنى اقوم بذلك".
" لا تكونى غبية ولا تتعاملى معه على هذا الاساس اتعتقدينه سيتقبل بكل بساطة زواجك من رجل غامض لا يسمح له بلقائه؟ أبداً. فى الحقيقة انا من يحأول اقناعه اننا سعيدان معا بحبنا"
" اتقصد انك مستعد للاستمرار بهذه المسرحية امام جدى؟ هل ستساعدنى؟".
" لم لا هى ليلة واحدة فقط لكن يجب عليك اتقان الدور".
تلاقت عيونهما ركز روان نظره عليها بلطف وقال" لا تجفلى ان لمستك وعندما اعانقك بادلينى العناق ولا تتسرعى لانهائه تذكرى اننا حبيبان واننا تزوجنا حديثا لذا نحن لا نطيق صبرا حتى نحظى ببعض الخصوصية".

روايات احلام/ عبير: لن ترحل الشمسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن