※ وَاحِـد ※ أنَـا منّ أكوُنْ؟.

59 13 130
                                    


بِسمّ الله.

نِجمة و تفاعُلكمْ رِفَاق.

◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇

جوانبٌ عديدةْ بشخصياتُنا لا تفقهونَها، مِنها السيّىء والجيّد، نُخبِئها بِظواهِر لكُم بمقدارّ عُقولكُم.

ذاكّ الطفل ذوّ الأربّع سنينْ يركضّ بحمّاس بأنحْاء الحدِيقة، وتلكْ ذات الستّ سنواتْ تلحقهُ خوفًا أنّ يقعْ، مجموُعَةً منّهُمْ يحيطُون بعضّهم يلعبوُن بالرِمال والمجموعَة الأخرى مِن الفتيات يستمتعنّ بالأراجيحّ.

كُل هذا تتمعّن بِه عيناهَا الخضراوَتان بأبتسامَة خفيّفة ومُريّحة وكأن لا شيّء حدث معهّا منذُ دقائق.

رفعتّ رأسَها للسمَاء تُلاحِظ تغيُر لونَها للرماديّ دالًا على بُكائِها قريبًا بدموعَ خفيفة، أستقامتّ حامِلة ثُقل همْها أكثر من جسدها ثمّ شرعتّ بفتح مظلّتها.

بدأ البشر بالعودّة للمنَازِل سريعًا وتمشيّ هي بهدوء تُدندنّ بألحانْ ناعِمة وبصوتّ هامسّ لنفسّها.

◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇

صبَاحّ مُشمِس بعد ليلة لأمطَار خفيفة، تغريّد العصافِيّر يُحيط الشوارع المُشبعّة برائحة الأتربة المُبللة، ممَ يُشيرّ لصباحّ هادئ جميلّ إلّا فيّ منزلهُمّ الفوضويّ.

يتنطنط صاحبّ الشعرّ الأصهبْ الذي صبغهُ حديثًا هُنا وهُناك يُهندمّ نفسهُ للجامِعة بينما يلحقهُ طويل القامّة ذا الشعرّ الفحميّ صارخًا بِهُ لأخذهْ حذاءه دونّ اسأذان.

تنهّد أخاهُم الكبيرّ بيأس ثم أستدارّ لوالدتهُ التّي جلستّ لتوّها على طاولِة الطعامّ مُترأسة المقعد ويجلسّ بجانبها الأيمنّ بعد تلفّظ بأبتسامَة

" صباحُ الخيّر اُمّي "
همهمتّ لهُ دونْ ردّ فهيّ الآن في مُهمّة صعبة بتهدئة نفسها قبل أنقضاضِها بأي لحظَة علىّ الأهوجَانّ بالخَلف.

وقعّ خطواتّ مُنخفِض دالًا على صاحِبها الصغيّر ثمّ نطقهُ بنعوُمة ولدغّة خفيفة
" صباح الخير "

إبتسامة مُتسّعة نمتّ على وجوههُم جميعًا ويقفزّ أصغرهمّ متجّهًا نحوهّ بسعادّة ناطقًا
" طفليّ الصغير ومحبُوبِي الألطفّ أنا من سيوُصلَكَ اليومّ لروُضتكَ ما رأيكَ؟ "

حدّق بهَ بحمَاسّ أختفىّ عند رؤيّة نظراتّ والدهُ الطويّل الحزيّنة ببراءةّ وكأنهُ يقوُل له ' هلْ تتخلّى عنّي؟ ' ، لاحق الأصهبْ نظراتّ الطفلّ القابِع أمامهُ ثمّ صرخَ.

" ياا تشانيُول دعنِي آخذهُ أنا اليوم، ألا يكفيكَ يوميًا؟ "
لم يُبعدّ نظراتهُ عن أبنهُ الذيْ يشعُر بتأنيبْ الضميّر، الذيّ تلاشىّ فور همسّ الخبيث بجانبهُ بشيء محببٌ له.

حلوى حامضّة || P.CH || Sour Candy حيث تعيش القصص. اكتشف الآن