حلوى حامضّة || P.CH || Sour Candy

※ إثنان ※ لَا تَقترِبْ.

بِسمْ الله.

نِجمة وتَفاعُلكُم رِفاق.

◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇

صخبًا كالعادَة يَصدُح مِن أرجَاء المَنزِل بتجهيزاتِهُم قبّل الخُروج والذَهابِ لكُل شَخصًا عَمَلهُ، ثمّ صوتّ طَرقاتّ المَلاعِقْ والأشوَاكِ دالًِا عَلى وَقتِ الإفطَارْ.

" أمّي!، لِمَ أنا الوَحيّد الذِي يشّرَبْ الحَليّب؟ انا اكْرهُه "
التفتتّ الاُمْ لِلطفل بأبتسَامِةً صغيّرة، فـ عَلى الرّغَم مِنْ أنهَا جدتهُ لكنْ مِنْ شِدّة حُبهُ لَها يعتبِرها كأمُهُ.

" مُنذُ اليومِ لنْ تشربُهُ بِمفردكَ طِفلِي الجميّل، صَحيّح بِيكهيونْ؟ "

لمّ يَفهّم نظرَاتْ امُهُ ولا ضَحكِاتْ اخوَيْه المَكتُومَة ولا أبتِسامَاتْ الخَدَمْ المَخفيّة إلا مُتَاخِرًا حيّث نطَق مُنصدِمًا
" بحقكِ اُمّي!، هلّ للتوّ حكمتِ عليّ بشرُب السمْ يوميًا؟!"

" اصمتّ!، كيّف تَقُول عَلى الحَليّب هَكذَا!، أنهُ مفيْدًا لجِسمْ الأنسَانْ وكمَا أنَكَ مازِلتَ صغيّر، أي بحاجتِه "
قلّبَ عيّناهْ بغضَبْ واضِحْ ويَردِف وهوّ يستقِيّم.

" اولًا أنهُ سُمّ وأن كَانْ مُفيّد فـ لِمَ لا تُشاركِينهُ أنتِ بشُربِه؟ وثَانيًا أنا بآخرّ سنَة مِن الجَامِعة بحقكِ أنا رجُل بالفِعل! "
قضّمَ فَرَاولتِيّن ثمّ رَحلّ بِسرعَة مِنْ المنزِلْ.

" لَا بأس أمّي سَأشرَبْ الحَلِيّب بِمفردِيْ "
شَربُهُ ثمّ ذَهَبْ مَعْ وَالِدهُ ليُوصلُهُ لِلروْضَة ويَلحقَهُ كرّيسْ بسيَارتِهُ لِلشركَة، هَكَذا هُمْ مُفَعَمُون بالحَمَاسّ ثمّ يَرْحَل حَالَما يَنطَلِقوُن لِلعالَمْ الخَارِجيْ.

◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇

تِعدَادْ الدقَائِق، السّاعَاتْ والأيَاَمْ لَنّ يُفيّد بِشيء غيّر مُرُور العُمّر دُونْ الشُعُورْ بِه، ويسحَبْ مَعهُ السِنيّن وكَأنَها ظِلّالٌ خَفِيفَة غيّرْ مرّئيْة.

تَترَبّع عَلى الاُرجُوحَةِ الدَائِريْة المَصنُوعَة مِنْ الَعزَفْ يَتَوَسّط محَجرُها صَحنْ زُجَاجِي مَمْلؤُ بالفَوَاكِة المُقطَعة، تَركتْهُ وكَأنهُ زِينْةٌ لمّ تَقضِمْ شَيء.

شَعَرَتْ بهزّ خَفِيّفٌ مِن الخَلفْ ثُمّ عطِرهِ وتَردِفْ
" اهلًا بِكَ "

وَقَفْ أمَامِهّا ثُمّ طَبَع قُبْلةٍ خَفِيفة عَلى وَجنَتِها ويَنطُقْ
" كيّف حَالِك زَوَجَتِي الَعَزِيزة؟ "
"بخَيّر، وأنتَ؟ "

خَطَى لِلأمَامْ ثمّ أتَجَهَ لِلمنزِل بَعّد أنْ أردَف
" كَمَا تَرِيّننَيْ، والآنْ لِنتنَاوَل الغَداء "