Part 01: حقائب الذكريات

543 43 17
                                    

"لكل شيء سبب..لا شيء يحدث من دون سبب"

الجميع يكبُر مع عائلة تعتني به وتجعله يستمتع بطفولته..عام بعد آخر.. يأتي عام جديد مليئ بالأُمنيات وذكريات جديدة معهُ..الأضواء والزينة التي تزيّن أشجار مدينة نيويورك تخلق أجواءًا مليئة بالمشاعر المريحة للأعين..الجميع سعداءٌ مُستقبلين العام الجديد بحب مع عائلاتهم..عدا الفتاة ذات الملامح الطفولية والبريئة التي لم تحضى بطفولة من قبل أو حتى التفكير فيها.. فقط هي وذاتها وحيدان يبحثان عن حبّ يحتويهما..لكن للأسف الحياة مثل القطار..فقد ضاع منها وتركها وحيدة.. فإذا ماتت لا أحد سيتأثر أو يهتم.. لأنه لا أحد في الاصل يعلم بوجودها في هاته الحياة..مما جعلها تدرك أن الحياة التي تمنتها ولازالت تتمنى عيشها ربما ليست ملكا لها..

إنّها المرة الثالثة التي تتمنى فيها كْرِيسْتِي بْلَادْجِرْ منذ سنين الخروج إلى دنيا الناس..مع أنها تعيش بينهم..لكن أحلامها تذهب عبثا..فهي تحلم بالإختلاط بالعابرين ورؤية وجوه الناس..لربما تجد من في ملامحه الحزن أكثر منها..لأن لا أحد سيفهم أن للحزن قيمة كالمقابر..لقد بكت بصمت محجوزة في ظلام غرفتها مُختبئة مع أحزانها..لكنها يوما بعد يوم تجد نفسها ماتزال داخل غرفتها بعد تصديقها لتِلك الكذبة الشهيرة من والدتها التي تقول نحن نُريد فقط مصلحتك..

كل هذا حدث عندما إتبعت تحذيرات والدتها بأن العيش مع جديها هو فكرة صائبة لتحقيق أحلامها كونها كانت مهووسة بالطيران بأجنحة كالطيور في طفولتها لكن كل ذلك كان كذبة كبيرة من والدتها لإقناعها وتصديق خرافتها فحينها أدركت بِأن كُل ما حولَها كان كذبة فما فشلت والدتها فيه حين كانت صغيرة كانت تعلم أنها قد تنجح هي في فِعلهُ لذلك قررت التخلص منها عبر إهدائها لجدّيها للأبد وحجزها في السجن الابدي..

كانت تعيش مع جدها وزوجته العجوزين اللذان يفخران بأن يقولا أنهما زوجين طبيعيين تماما، وهما فعلا كذلك، السيد بروكس وهو رجل بدين لا يتحرك إلا بوجود عكازه، مع أنه له لحيةً التي غزاها الشيب كما غزا شعره، لكنه حنون وليس متعجرفا كزوجته النحيفة الشقراء، التي رقبتها أطول مرتين من أي رقبة عادية والتي بفضلها تستفيد منها في التجسس على الجيران، بحيث تقضي معظم وقتها في مد رقبتها فوق سياج الحديقة تنصت لكل ما يقولون وما يفعلون وذلك فقط من أجل الثرثرة عن ذلك مع زوجها كونه هادئا ومنشغلا في عمله كخياط للملابس..

لم يكن أحد ليقول أن يتورط الزوجين في أي أمور غربية أو غامضة، لأنهم ببساطة يجهل نصف السكان في الحي تواجدهم...لانهما ببساطة يمتلكان كل ما يحتاجانِه في الحياة إلا أنهم يعيشان وحدهما في المنزل بدون رفقة صديق أو طفل صغير يلعب حولهم، وهذا اكثر شيء كانا يتمنيانه وهو وجود طفل او طفلة معهم..حتى كان أحد أيام الأربعاء، يوم مشمس حار، وفيه بدأت القصة التي ستغير حياتهم الطبيعية والهادئة إلى صاخبة ومليئة بالمشاكل..

Beside Of Himحيث تعيش القصص. اكتشف الآن