#43 إنْجِذابْ...؟

595 43 11
                                    

أحيانًا، ما نظنه صدفة يكون تدبيرًا من الله، يكون مكتوبًا، نظنها صدفة تسببت بالتغيير إلا أنه قدرٌ لذاك الإنسان كي يصبح شيئًا مختلفًا عما سبق، فتسير الأيام بهدوء تماطل إلى حين قدوم الوقت المحدد، الوقت المنشود الذي سيكتب فيه ما لم نكن نعلم ماهيته.

مسك أرادت ممازحة جوليا فنطقت بعتاب: لقد إفتقدتك بحق يا فتاة، فمنذ خُطبتِ لعُمَر أصبحت لقاءاتنا أقل من المُعتاد فهل مللتِ مني؟

لكن كل ما سمع من الأخرى هو صوت قهقهاتها التي أخذت ترتفع أكثر فأكثر

مسك: ما المضحك؟

نظرت لها جوليا بإبتسامة: هل أنتِ بلهاء؟

مسك: لماذا تقولين هذا؟

رفعت جوليا حاجبيها وهي لا تزال مبتسمة: أنسيتِ بأنني مشغولة بإعداد إختبار اللغة الروسية لطلابي؟ والذي سيُقام يوم الخميس

صفعت مسك جبينها: لقد نسيت تمامًا

جوليا بجدية: أجل فقط تريدين أن تجدي أبسط الحجج لتضعي اللوم على خطوبتي من عُمر

وسعت مسك عينيها وأخذت تنفي بكفيها: كلا، كلا لا تفهميني بشكلٍ خاطئ رجاءًا فلقد كنت أمزح لا أكثر

إبتسمت جوليا: أعلم هذا، لقد أردت مجاراتكِ لا أكثر

صفعتها مسك على كتفها ثم تنهدت براحة ونبست: لقد أخفتني حقًا، على رسلك فقلبي لا يحتمل

ضحكت جوليا: بالنظر لمزاحك الثقيل عليكِ الإعتياد على التحمل

قهقهت مسك ثم إستطردت: لكن لو عليّ قولُ كلمة حق، فعليكِ أن تعلمي بأنه يتوجب عليكِ إستغلال فترة خطوبتكِ جيدًا كي تعتادا على بعضكما جيدًا كون فترة الخطوبة لا تتعدى الثلاثة شهور وأنتما بحاجة لتعرفا عن بعضكما أمورًا أكثر

جوليا: من هذا الإتجاه فأنتِ على حقٍ تام، فعلى الرغم من أني خطبته منذ أسبوعين إلا أني بدأت أشعر بضيق الوقت حتى أني صارحت عمر بهذا البارحة والأمر المطمئن أنه يشعر بذات الشيء مما جعلني أدرك أن الأمر عادي

مسك: وما كان رأيه؟ أهو مرتاح أم شعرتِ بأنه متسرع؟

نفت جوليا: على العكس، إنه مرتاح لأبعد درجة كما وأني إكتشفت خلال هذين الأسبوعين جوانب صغيرة من شخصيته

مسك بتساؤل: مثل ماذا؟

جوليا: يحب المزاح كثيرًا وبإمكانه أن يتحول من جدي إلى كوميدي بكل سهولة، ولقد إنسجم مع تامر سريعًا حتى أن والداي أصبحا يفتقدانه إن غاب يومين، وكأنهما ليسا من إعترضا على زواجي به

ضحكت مسك: وكل هذا بأسبوعين؟

أومأت جوليا بقهقه: أتصدقين؟

مسك: إذًا الحمد لله على هذا وأدعو الله بأن يوفقكِ معه وبأن يبارك لكما وعليكما ويجمع بينكما بالخير

أَحْبَبْتُ قِسّيسًا (ج1 + ج2) ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن