(ج2) 8# آذاني الأوّل..!

454 29 13
                                    

يصادف اليوم، يوم الجمعة المبارك، إجتمعت عائلة السيد قصي بالإضافة إلى مسك بإستثناء شخصين، ألا وهما يوسف ومايكل، كانا خارج البيت وتحديدًا في المسجد، يجلس الجميع متأهبين لسماع آذان الظهر بصوته، وللمرة الأولى، آذانه الأول، قراءته الأولى، كان هو متحمسًا وعائلته أكثر حماسًا.

كانت مسك تجاس إلى جوار ياسمين وهي تبتسم فنكزتها الأخرى ثم

نبست: ما بكِ تبتسمين بإتساعٍ هكذا

مسك بإبتسامة: أنا متحمسة كي أسمع صوت يوسف بالآذان كما أنكِ لم تَري حماس مايكل قبل خروجه من البيت متوجهًا إلى المسجد، لقد كان فرحًا للغاية بحيث لم تكادُ تتسعه السعادة

نبست ياسمين وهي تبتسم برقة: أنتِ لا تعلمين كم أنا متحمسة لأسمع صوته حقًا

ثم نظرت بوجه مسك وقالت بنبرةٍ منشرحة: لا أعلم ما السبب، لكني لطالما كنتُ أحب إختلاس النظر على يوسف في أواخر الليل، بحيث يجلس على سجادة صلاته وهو يرتل القرآن بصوته العذب، كان يجذبني للغاية ولا يزال كذلك

إبتسمت مسك: منذ متى وأنتِ تفعلين ذلك؟

ياسمين: منذ زواجك بمايكل وإلى هذا الحين، ولا يزال يوسف غافلاً عن هذا

مسك بتساؤل: ألا يعلم بذلك؟

ياسمين نفت: كلا، لا يعلم إلى إن كنت قد دخلت إلى غرفته بشكلٍ مباشر، كما سبق وقرأ على رأسي آياتٍ من القرآن بضع مرات بالأخص عندما أكون منزعجة

مسك: وكيف كنتِ تشعرين بعدها؟

ياسمين: لا أكذب عليكِ، لقد كنت أرتاح وينشرح صدري من بعدها

إبتسمت مسك بسعادة ومن ثم تلاها آذان الظهر بصوت يوسف إبتسم كل من والديْه ونظرا لبعضهما البعض

السيد قصي بسعادة: صوته في غاية الهدوء والجمال

أومأت السيدة نادين بإبتسامة: كثيرًا، لم يسبق لي وأن سمعت صوته وهو يؤذن

مسك: ما شاء الله، حفظه الله

نهضت ياسمين ووضعت كفيها على خصرها ونبست بفخر: هذا هو شقيقي الأكبر

قهقهت مسك: ولكِ الحق أن تحبيه وتفتخري به، حفكم الله لبعضكم البعض

وبعد مرور الوقت والإنتهاء من الصلاةِ وخطبة الجمعة عاد جميع الرجال من المسجد إلى بيوتهم لتناول طعام الغداء، كانت السيدة نادين قد أعدت المائدة بمساعدة من مسك وياسمين.

مسك: خالتي نادين، إن مايكل ويوسف غالبًا على وشك الوصول فلتوّه راسلني وأخبرني أنه برفقة يوسف في دكان العم موسى رحمه الله لشراء المشروبات الغازية فكما تعلمين، زوجي مدمن

ثم قهقهت فضحكت السيدة نادين

ونبست: يا لكِ من مجنونة

قهقهت مسك: أقسم لكِ إنه مدمن، لكني أستغرب من عدم سمنته، ما شاء الله جسده غير قابلٍ البتة

أَحْبَبْتُ قِسّيسًا (ج1 + ج2) ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن