(ج2) 13# لِلْحُبِّ أَفعالٌ تُثْبِتُه..!

563 36 38
                                    

(جزء أطول بكثير من المعتاد كنوع من التعويض، أرجو أن تستمتعوا)

حل الظلام بِدُجاهُ والنجوم منطفئة لا أثر لواحدةٍ في السماء والأطباء إلى هذه اللحظة لا يعطون إجابةً واحدة واضحة تفسر حالة الطفل، إلا أنهم يتشابهون بقول كلمة "حمى" أو "حمى شديدة" لكن المخيف في الحكايةِ بأسرها أن الأطباء وضحوا لهما أن الحمى لا تنخفض بتاتًا، وكما يعلم الجميع أن هذا مؤشر خطير لا يمكن التهاون به أو الصمت عنه.

كان كل من عمر وجوليا في حالةٍ يرثى لها بالفعل، كانا هادئين بشكلٍ مريب، شاردا الذهن فقط، ينظران صوبِ الأرضِ تارةً وتارةً صوب السقف ويمكننا القول إن الدموع تتسلل بين الفينة والأخرى لتتخذ مسالكها فوق وجنتيهما.

نهض عمر عن مقعده لكن باغتته جوليا بعد أن أمسكت كفه بكفها وهي تنظر له بإنكسار

ثم نبست بنبرة خافتة حزينة: إلى أين؟

عمر بذات النبرة: سأصلي

جوليا بإستغراب: ألم تصلي العشاء منذ عدة ساعات؟

أومأ عمر: سأصلي صلاة الحاجة لعل الله يشفي يامن بسببها وسأكثف الدعاء لذا أرجوكِ، كثفيه معي

أومأت جوليا وبدأت تتساقط دموعها مجددًا ثم عانقت ذراع عمر وهي تحاول كتم شهقاتها

ثم نبست بغصة: أرجوكَ لا تتأخر عليّ، لا تتركني لوحدي

وسرعان ما شعرت بالإطمئنان بعد أن وضع بكفه على رأسها وهو يمسح عليه بحنان، إستشعرت السكينة والتي إزدادت بعد أن نبس

عمر: بإذن الله سأكون معكِ على الدوام ولن أترككِ، لذا لا تخافي وكوني قوية من أجل ولدنا

أومأت جوليا مجددًا: سأفعل، سأحاول

مسح على رأسها مجددًا وأردف بمواساة: هذه هي فتاتي

إبتسمت بخفة ودموعها لا تزال تتساقط إلا أنها لم تنبس ببنت شفة

عمر: سأذهب الآن ولن أتأخر

أومأت له وقالت: أجل إذهب، سأنتظرك

وبالفعل كانت هنالك غرفة صلاة صغيرة في المشفى توجه عمر نحوها ووقف فوق سجادة الصلاة، نوى بقلبه أن يصلي صلاة الحاجة، رفع يديه متخذًا إتجاه القبلة، كبر الله وباشر بها.

كان في كل سجودٍ يدعو الله أن يشفي يامن وأن ينزع من جسده الضر الذي مس به، بعد مدة وجيزة قرأ التشهد ومن ثم سلّم.. فتلا ذلك رفعه ليديه وهو يحاول ألا تتساقط دموعه، يحاول أن يسيطر على غصته التي إجتاحته.

عمر بإنكسار: يا رب العالمين ويا أكرم الأكرمين، يا ذي الجلال والإكرام ويا من تجيب دعوة المضطر إذا دعاك، أدعوكَ بإسمك الأعظم أن تشفي طفلي يامن شفاءًا لا يغادر سقمًا وأن تعيده لأحضاني وأحضان والدته، يا رب أدعوكَ ألا نذوق لوعة الفراق، يا رب إشفه وإحفظه.

أَحْبَبْتُ قِسّيسًا (ج1 + ج2) ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن