#25 مُسْتَجِدّاتٌ عِدَّة..!

587 39 15
                                    

في يوم العطلة تسير السيدة إيمان في رواق المنزل ذهابًا وإيابًا وهي تتحدث مع معلمة أحمد في الروضة ويبدو الغضب بَيِّنًا على نبرتها فهي لا تزال تتوعد لها عقب فعلتها مع أحمد وتركه لها في الخارج قبل أن يأتي أحدٌ لإصطحابه.

السيدة إيمان بإنفعال: ألا تستوعبين ما أقوله لكِ يا كِرام؟

المعلمة كرام: فقط إستمعي لي لوهلة، أحمد أخبرني أن شقيقته مسك على وشك القدوم ولهذا غادرت

السيدة إيمان بإمتعاض: وكيف أمكنك؟ كان عليكِ إنتظار وصول مسك فإن حدث شيء لأحمد آنذاك لكنتِ إنتهيتِ وتم إغلاق روضتك حينها

المعلمة كرام: رجاءًا يا أم احمد، أنا أيضًا لدي أطفال وتوجب عليّ أن أقلهم من المدارس ولم أتمكن من البقاء أكثر

السيدة إيمان: كرام، من حسن حظك أن أحد القسيسين في الكنيسة وجد أحمد في الخارج وأدخله إليها كما وأنه وضع ملاحظةً لمسك على الباب يُعلمها أنه في داخل الكنيسة، لكن أقسم لكِ لو أن مكروهًا أصابه سأتأكد بنفسي أن أُغلق روضتك تلك فترك طفلٍ في الرابعة من عمره لوحده خارج الروضة أثناء العاصفة جريمة

المعلمة كرام: لقد أخبرتك أني كنت مجبرة

السيدة إيمان بغضب: لا تبرري أكثر فلديكِ أطفال وأتوقع بأنكِ ستفهمين شعوري لو مررتِ بتجربة مشابهه، الوداع طاب يومك

أغلقت السيدة إيمان الخط ووقعت عيناها على عينيّ السيد يحيى الذي كان ينظر لها بهدوء ينتظرها أن تَفرُغ من مهاتفة المعلمة

السيد يحيى بهدوء: هدئي من روعك يا إيمان فالغضب لا يحل المشاكل

السيدة إيمان: وما كان الأنسب الحلّ برأيك؟

السيد يحيى: سآخذه غدًا وأنقله إلى روضةٍ أقرب كما أنها مضمونة من حيث المعاملة وكنت مخطئًا عندما لم أنقله منذ أول مشكلة تعرض لها أحمد فعندما سمحت لهم المعلمة اللعب بالشارع كان علينا الإدراك أنها لم تكن الروضة الأنسب

السيدة إيمان نظرت له ونطقت بتأييد: أتفق معك، كانت غلطة لا يجب تكرارها

السيد يحيى: لذا لا تقلقي فمباشرةً قبل عملي سآخذه للروضة الأخرى

أومأت السيدة إيمان: أنت مذهل يا يحيى

السيد يحيى: ماذا تقولين، إنه إبني وهذا واجبي

ضحكت السيدة إيمان فنطق السيد يحيى: بالمناسبة أخبريني

أومأت له السيدة إيمان فإستطرد: أين المدللة؟

نظرت له بأسى: لا تزال على حالها لذا أردت أن أفاتحك بموضوعٍ هام

أومأ السيد يحيى بحزن: وأنا كذلك

السيدة إيمان: لقد أخذناها إلى الطبيب والذي فحصها فحصًا شاملاً لم يتبين فيه أنها تعاني من خطبٍ ما بل كان جسدها سليمًا تمامًا لذا فكرت باللجوء إلى العلاج النفسي فأنا خائفة من أنها قد تعاني من مشكلةٍ ما كما حدث مع هارون قبلاً

أَحْبَبْتُ قِسّيسًا (ج1 + ج2) ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن