3 | الأقربون أولى بالمعروف!

6.5K 708 90
                                    

3 |

كُل لقاء هو بداية لِفراق

« مقتبس »

دلفَ كريم و برفقتهِ كلا مِن ياسر المُبتسم بخفوتٍ و هو يحاول تناسي ما قدْ وصلَ إلى مسامعهِ مِن حديث والدتهِ السام، و يحيى الذي يسير بخطواتٍ متراقصة.

و كالعادة لم تهدأ نيران الحرب المتضاربة بينَ قاسم و زوجاتِ أخيهِ، و كُلًا مِن أريچ و تسنيم تحاولان تهدئة الأمر!

« المحامي وصل! »

فورَ أن نطقَ يحيىٰ بتلكَ الجُملة، حتىٰ وجدَ سناء تسحب أريچ و تحتضنها بشوقٍ بالغ، و كوثر تسحب تسنيم على مضضٍ و تحتضنها هي الأخرى، أما قاسم فقدْ ضربَ كفًا بالآخرِ و وقفَ ينظم ياقة ملابسهِ، فَخللَ يحيىٰ أناملهِ في خصلاتِ شعرهِ بتفكيرٍ، و لوىٰ ياسر ثغرهِ غير راضيًا عن ما يحدث، في حين أصدرَ كريم صوتًا مِن بينِ شفتيهِ يدل على إنزعاجهِ مِن تلكَ المسرحية البلهاء المُقامة الآن.

تزامنًا مع دخولِ المحامي " هاشم " ، و هو يقول بهدوءٍ :
« السلام عليكم يا أهل القصر! »

همهموا جميعًا و ردوه السلام، فَجلسَ هو بهدوءٍ على الأريكةِ و هو ينظر لجميعهم بنصفِ عينٍ، ثمَ أشارَ لهم أن يجلسوا حتى يستمعوا لِما سيقول، فَنظروا جميعًا إلى بعضهم بعضًا بِضيقٍ، ثمَ جلسوا يحمحمون بانزعاجٍ.

نظرَ هاشم لِكريم و يحيىٰ بغموضٍ، فهزَّ كريم رأسهِ إيجابًا دونَ أن يراهُ أحد، و أشارَ يحيى لهُ بإبهامهِ إيجابًا دونَ أن ينتبه له أحد هو الآخر، فَهمهمَ هاشم مخرجًا بعض الأوراقِ مِن حقيبةِ عملهِ، و نَطقَ بهدوءٍ :

« قبل ما السيد حسن يتوفى؛ كتب وصية و لازم يتعمل بيها قبل ما الميراث يتقسم! »

- « أيوة يعني بعيدًا عن الميراث، بابا إزاي مات، جثته فين، إيه الهبل إلّي بيحصل ده ؟! »

تحدّثَ قاسم بضيقٍ و هو على وشك القيام مِن مقعدهِ و إشعال حربٍ جديدة، فَأمسكهُ كريم مِن يدهِ و هو ينظر لهُ بسماجةٍ، فَضيقَ قاسم عيناهُ ناطقًا : « في إيه يا كيمو ؟! »

« بهديك يا عمو، ده أنا حتى ابن أخوك! »

صكَّ قاسم على أسنانهِ، مضيقًا عيناهُ الحادة، فَتبسمَ كريم و نظرَ لِيحيىٰ و هو يتلاعب بحاجبيهِ، تحتَ قولِ هاشم : « والدك يا أستاذ قاسم، كان مسافر عشان صفقة مهمة للشركة في طيارة خاصة، و الطيارة وقعت، و حاليًا مش لاقيين جثته! »

- « أيوة يعني إزاي مسمعتش خبر على النت حتى، إيه التهريج ده! »

تمتمَ قاسم باعتراضٍ عن تلكَ القصة الوضيعة -  بالنسبةِ لهُ - ، ثمَ هبَّ واقفًا مجددًا و هو على وشك إقتلاع عنقِ هاشم و هو ليسَ لهُ دخل فيما يحدث، فَزفرَ يحيىٰ بمللٍ، و سحبَ قاسم حتى لا يتهور، تحتَ قولِ كريم الجادي :

حوار عائلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن